الحدث

إنتخابات LAU: جمهور 14 آذار، لبيك حكيم!

“ليبانون ديبايت” – فادي عيد

إنها الإنتخابات الأولى بعد ثورة تشرين الشعبية وعلى أبواب الذكرى السنوية الأولى لها. وفي قراءة هادئة لها، أبرَزَ الحضور الطلابي، والذي يشكّل في جزء منه البورجوازية المسيحية في جبيل، أن الأكثرية الشبابية هذه تعيش عميقاً مفاهيم الرفض القوي لكل مشاهد السلطة، وكذلك مشاهد الأساليب الخنوعة التي يمثّلها بعض الثورة. ليبقى لها سمير جعجع بصورته وتاريخه في التحدّي والتمرّد منذ كان في عمرهم، ليتمثّل أمامهم كالأمل الأخير لقيام دولة في مواجهة سيطرة السلاح غير الشرعي، أو في مواجهة السلطة الحالية الناقصة الشرعية، خصوصاً بعد الإستقالة الهجينة لبعض النواب.

صورة جعجع هذه معطوفة على خلفية بشير الجميل، تبقى الصورة الساحرة لهؤلاء. مع إضافة التزامه ومثابرته على حق شهداء “ثورة الأرز” من رفيق الحريري إلى محمد شطح… هذا الجعجع ذاته بقالب “القوات” وطلاب اللبنانية – الأميركية، كان الدافع وراء هجمة المستقلين من “١٤ آذار” ومن كل الطوائف لانتخاب لائحة “القوات اللبنانية”، وبطبيعة الحال المحرّك النشيط للقواتيين.

فانتخب القواتيون لائحتهم وانتخبهم كُثُر من المستقلين، كما انتخب الكتائب والعونيون بقوة غير مسبوقة لائحة المستقلين للإنتقام من “القوات”.

وانتخب “حزب الله” مرشحي حركة “أمل” لتنتهي الإنتخابات الأولى بعد الثورة، وربما الأخيرة في ظلّ جائحة “كورونا”، كما قرأها مراقبون، إلى ما يلي:

1 ـ تقدّم قواتي لافت على مستوى الشباب الثائر ،وانتهاء “نكتة” الأحزاب والجمعيات الممثّلة للثورة، سواء في الإعلانات المتلفزة أو في تكثيف إنتاجاتها الإفتراضية، ودعواتها المتكرّرة إلى تجمّعات لم تحصل.

2 ـ تراجع هائل للأحزاب الأخرى على اختلافها، باستثناء “الثنائية الشيعية” التي تشكّل كتلة متراصّة، لا تختلط ولا تأخذ من أحد أو تعطي أحد. وهذه ملاحظة تحتاج إلى استفاضة وتدقيق.

3 ـ عمل هذه الأحزاب على تعويم خيار ما يسمى عرضاً بالمستقلين عبر تذخيرهم بالأصوات في محاولة هجينة لضرب “القوات”. وبعضها يعمل أيضاً، وبحقد ومن دون توقف، بحسب المراقبين ذاتهم، على زرع الفتنة بين “القوات” وأهليهم في مجموعات ما يُعرف ب”واتسابات الثورة”.

4 ـ وليس أخيراً، أن الرأي العام الذي يعطي “القوات” هذا الحجم من جديد لديه انتظارات منها ومن قائدها، قد تكون عابرة للطوائف هذه المرة، في ظلّ انكفاء الجميع باستثناء الضدّين الكبيرين بالحجم المحلي والبعدين الإقليمي والدولي، أي “القوات اللبنانية” من جهة و”حزب الله” من الجهة المقابلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى