الحدث

اسباب تحديد موعد الاستشارات… ماذا في جعبة عون؟

“ليبانون ديبايت”

شكّل تحديد رئيس الجمهورية ميشال عون موعد الاستشارات النيابية الملزمة أمس خرقاً على مستوى الجبهات السياسية الراكنة الى مصالحها، في بلدٍ رَماه الله بثالثة الأثافي بعد فساد حكّامه وجَورهم. وبعد أن اضمحلّت الحلول وضاق افق المعالجات كان لا بدّ من العودة الى الامساك بطرفِ خيط الحلّ مجدداً رأفة بالعباد والبلاد.

تعدّدت الاسباب والهدف واحد: اعادة لمّ الشمل السياسي و”إطلاق صافرة الانذار” مع دخول لبنان الى غرفة الطوارئ ورسم سيناريوهات مرعبة للمقبل من الايام.

ماذا في جعبة الرئيس عون؟ والى ما استند في اعلانه خاصة مع تشرذم الافرقاء السياسيين والتعنّت في المواقف الذي نسف المبادرة الفرنسية أضف الى غياب “التسمية” وتعويم اسماء مرشحين للتكليف؟

داخلياً، لا شيئ يوحي بالثقة، يقول مصدر رئاسي مطّلع على اجواء القصر الجمهوري لــ “ليبانون ديبايت” ان الرئيس استشعر الفراغ والخطر حيث لا تواصل ولا مبادرة ولا اتصال ولا محاولة لتظهير شخصية يمكن تكليفها لمشاورات نيابية ملزمة لرئاسة الحكومة وسط انعدام اي جهد ظاهر وفي ظل ارتفاع المتاريس وثبات كل فريق على موقفه لا بل زيادة حدّة التباعد والجفاء وانقطاع الامل”.

“يتزامن ذلك مع انهيار المنظومة اكثر فأكثر” يضيف المصدر، فـ “الامن في بعلبك – الهرمل يهتزّ، والاقتصاد والنقد يتلاشيان في ظلّ قرب موعد رفع الدعم واعتماد آليات اكثر تشدّداً والحديث عن فقدان مواد حيوية واساسية في حياة المواطن كالادوية والقمح والمحروقات من بنزين ومازوت وابتعاد برامج المساعدة، وصندوق النقد في حال انتظار كما ان برنامج سيدر يكاد يلفظ انفاسه ومجموعة الدعم الدولية فقدت حماسها!”.

أمّا خارجياً، الأمور لا تبدو بحالٍ أفضل فـ “الفرنسي منكفئ وحزين على ضياع مبادرته والسعودي صامت وجامد في موقعه والاميركي همّه ينحصر بالترسيم والعقوبات كما تبدو الحلول في المنطقة معلّقة بانتظار الانتخابات الاميركية وما ستكون عليه مواقف وتحركات الرئيس الاميركي الجديد”.

وسط كل ذلك “استشعر الرئيس عون ان العهد مستهدف، لكن من يدفع الثمن هو الوطن والشعب وروما هي التي تسقط وليس الامبراطور” يقول المصدر عينه، “أمام هذا الواقع المهول لن يبقى مجال امام الرئيس سوى تحريك المياه الراكدة والتي تتحوّل شيئاً فشيئاً الى مياه آسنة، وتحريكها كان من خلال تحديد استشارات نيابية ملزمة”.

ويرى المصدر عينه ان “اعتذار اديب والقحط السياسي وصولا الى انفجار المرفأ والخطر من فقدان المواد الحيوية وتحوّلها الى سلع بعيدة المتناول عن الطبقات المتوسطة فضلاً عن ان الترسيم بعد الدخول في اتفاق الاطار يحتاج الى وجود كيان حكومي لم يعد بإمكان الرئيس الوقوف متفرجاً امام كل ذلك”.

والسؤال كيف يستقطب الفرنسي ويخرجه من زاوية الغضب؟ يجيب المصدر “لن يكون ذلك الا بوضع الجميع امام الامر الواقع وتحديد موعد الاستشارات الملزمة، فالرئيس عون فاتح برّي بالمعطيات، فقال له الاخير لا يوجد “تسمية”، ليكون ردّ رئيس الجمهورية:لذلك يجب الانطلاق”.

وعلى ما يبدو ان استشارات الرئيس الملزمة أتت أكلها فقد تحرك الفرنسيون امس وتم تحديد موعداً لمساعدة لبنان، ويؤكد المصدر في هذا السياق ان “الرئيس أعاد الامساك بزمام الامور والنص الدستوري يقول يقبض على أَزمّة الحكم، مع إطلاقه صافرة الانذار الاولى: الى التكليف در تمهيداً للتأليف”.

وعن تصوّر الرئيس عون للشخصية المكلّفة تشكيل الحكومة المقبلة يشدد المصدر ان “الرئيس يرغب بشخصية جامعة تنال اكثرية معينة تمكّنها من التأليف ثم الحكم من اجل ولوج باب الاصلاح وبرامج المساعدات الدولية لانقاذ ما يمكن انقاذه في هذه الظروف الصعبة ومواجهة جميع التحديات الراهنة”.

ويختم المصدر الرئاسي: “هو حدس وتصميم فتدبير للرئيس عون…”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى