ارشيف الموقع

العربة الوزارية بانتظار «العربجي».. وترسيم الحدود الجنوبية يؤشر على تفاهم أميركي ـ إيراني أسماء جديدة على لوائح التأليف.. ورياح الحكومة تهب على طرابلس

بيروت ـ عمر حبنجر-الأنباء

العربة الحكومية مازالت متوقفة عند اعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب، بانتظار «العربجي» المؤهل لقيادتها. والموعد الأقرب للتشاور، بحسب المصادر المتابعة، قد يكون على متن الطائرة التي ستقل غدا الاثنين الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وحسان دياب الى الكويت، لتقديم واجب التعزية بسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله.

صحيفة «الأخبار» القريبة من حزب الله، مصرة على أن هناك مبادرة فرنسية جديدة سترشح سعد الحريري لتشكيل الحكومة هذه المرة، إلا ان دون ذلك رفض الرئيس ميشال عون ورئيس تياره الوطني الحر جبران باسيل وتريث رئيس مجلس النواب نبيه بري وتحفظ أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله. وقد أطل اسم جديد على لوائح التكليف، هو محمد البعاصيري النائب السابق لحاكم مصرف لبنان، الذي لفتت زيارته الى رئيس مجلس النواب أمس، والبعاصيري مرشح جدي لتشكيل الحكومة، باعتباره من الشخصيات التي تحظى بالدعم الأميركي، في ضوء احتمال ان يقوم الثنائي الشيعي بـ «بيعة» حكومية للأميركيين بعد «بيعة» ترسيم الحدود مع اسرائيل.

وقد تتناول المشاورات «الرؤسائية» الآنفة الذكر، اقتراح الرئيس السابق نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة تكنو-سياسية من عشرين وزيرا، بينهم ستة وزراء سياسيين يمثلون الطوائف الست الكبرى، مع الإشارة الى عدم اهتمام سعد الحريري بهذا الطرح.

ويقول مصدر معني لـ «الأنباء» ان اتجاهات الرياح الحكومية ليست بعيدة عن مسار رجل العزم الطرابلسي، لكن من الآن وحتى اكتمال عناصر التفاهمات الايرانية ـ الأميركية التي يمكن استقراؤها في المستجدات اللبنانية المتسمة بالمرونة، يبدو أن «الثنائي» لا يريد حكومة في الوقت الحاضر، لأنه يفضل الإبقاء على حكومة تصريف الاعمال برئاسة حسان دياب إلى ما بعد جلاء الموقف من الانتخابات الرئاسية الأميركية، بدليل ما حصل على صعيد ترسيم الحدود مع اسرائيل والذي اكد المؤكد أن طهران التي تحرك بوصلة هذا الثنائي تفضل التفاوض مع الولايات المتحدة، لا مع فرنسا، وبالتالي أن يكون تنازلهما السياسي في هذه المفاوضات لأميركا لا لفرنسا، لأن مردود التنازل لواشنطن أكبر وأفعل، واقله تخفيف العقوبات عن إيران.

على ان لعبة اللياقات الديبلوماسية تبدت في اللقاء الوداعي للسفير الفرنسي برونو فوشيه بمناسبة انتهاء مهمته في لبنان، وخلال اللقاء، الذي حصل في حارة حريك، جرى ردم الفجوة في تنفيذ المبادرة الفرنسية باعتراف الطرف الفرنسي بأنه لم يكن موفقا باختيار الفريق الذي عهد إليه بتنفيذ تلك المبادرة، وهنا تصوب قناة «الجديد» على الرئيس سعد الحريري ورؤساء الحكومة السابقين.

ويبقى موضوع ترسيم الحدود الجنوبية في خلفية الكثير من المؤشرات السلبية الظاهرة على الساحة اللبنانية الداخلية وما يرافقها من مبالغات اعلامية، أكان على صعيد انهيار قيمة الليرة اللبنانية امام الدولار، وما يواكبه في تصاعد الاسعار وحجم العاطلين عن العمل، والاضطرابات الأمنية على اختلافها، فحالة الاختناق العام هذه أفضت الى تمرير مبدأ المفاوضات مع اسرائيل، على الحدود المائية، برعاية اميركية وتحت العلم الأزرق للأمم المتحدة.

وتوقف المفكر الإسلامي د.رضوان السيد امام الحجة التي استند اليها الرئيس نبيه بري في التوجه نحو المفاوضات، وهي التنقيب عن الغاز على شاطئ الناقورة الجنوبي، وقال انها الحجة نفسها التي اعلنها رئيس التيار الحر جبران باسيل عندما قال: بدي ابحث عن الغاز قبالة شاطئ البترون. اما الشيخ صبحي الطفيلي، الأمين العام السابق لحزب الله، فقد اعتبر ان العقوبات الأميركية هي وراء هذا التوجه لمفاوضات اسرائيل على ارض ومياه لبنانية، وقال في خطبة الجمعة أول من أمس: لقد وضعوا منشار العقوبات على عنق نبيه بري، فالذي لم نأمنه على رغيف خبز او حبة دواء، لا يمكن ان نأمنه على سلامة الحدود، مشيرا الى وجود صفقة.

إلى ذلك، أكد رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ خلال لقائه وفدا من شبكة «​الميادين​» الإعلامية، أن «أكبر خيانة للمبدأ هي ما حصل مع قضية ​فلسطين​ و​القدس​ فهي المعيار لقياس الانتماء في الموقف الصواب، ففلسطين والقدس ليستا قطعة من الأرض هما قطعة من السماء». مشددا على أن «لبنان أكثر بلد في ​العالم العربي​ يتضرر من الصلح مع العدو الإسرائيلي».

وحول اتفاق الإطار في موضوع الترسيم للحدود البرية والبحرية، أكد أنها «خطوة ضرورية لكنها ليست كافية يجب أن تواكب بتشكيل حكومة بأسرع وقت، حكومة قادرة على التمكن من إنقاذ البلد مما يتخبط به من أزمات وتنفيذ ما ورد في إعلان اتفاق الإطار بحرفيته، فاتفاق الإطار هو اتفاق لرسم الحدود لا أكثر ولا أقل وكفى بيعاً للمياه في حارة السقايين». بدوره، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حمل ايران وحزب الله وقوى أخرى مسؤولية تفويت فرصة المبادرة الفرنسية، انتظارا للانتخابات الأميركية.

وقال في تصريح بالفرنسية ان الرئيس ماكرون يحلم، كما انا احلم، بلبنان الاستقلال. أما الواقع فصعب، ونحن فوتنا الفرصة المتاحة من خلال المبادرة الفرنسية، والجميع ينتظر الانتخابات الاميركية، بما فيهم إيران وحزب الله وسواه. وفي حال إعادة انتخاب ترامب، سنكون امام كارثة جديدة، أما في حال انتخب بايدن، فنكون أمام مرحلة انتظار لسنتين. وردا على سؤال، قال جنبلاط «نحن في جهنّم مع الرئيس عون وصهره»، مستبعدا العودة الى الحرب الأهلية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى