الحدث

الحريري يلتفت لتياره: هيئة رئاسية من خمسة نواب للرئيس

تغييرات الغلبة فيها للوجوه الجديدة (أرشيف)

غادة حلاوي-نداء الوطن

تعرقل تشكيل الحكومة فانصرف الرئيس المكلف سعد الحريري الى تنظيم بيته الداخلي. شكّل هيئة رئاسة بدلاً من المكتب الرئاسي مؤلفة وللمرة الاولى من خمسة نواب للرئيس بينهم ثلاثة نواب سابقون، كرس النائبة بهية الحريري رئيسة لكتلة “المستقبل” النيابية، وأبقى على الامانة العامة برئاسة احمد الحريري من دون زيادة او نقصان في الصلاحيات.

بسبب انتشار فيروس “كورونا” تعذر على “تيار المستقبل” عقد مؤتمره الثالث الذي كان مقرراً في 25 تموز الماضي، وللسبب عينه لم يعد ممكناً تحديد موعد جديد ما اضطر التيار الازرق إلى إرجائه مجدداً الى موعد يحدد لاحقاً.

حُرم المستقلبيون من خوض تجربة انتخابات جديدة ليستمر الحريري في رئاسته لـ”التيار” منتخباً بالتزكية في دورتين وممدداً له في الدورة الثالثة. في كل الحالات لم يكن متوقعاً أن يكون له منافس لاعتبارات عدة يبقى أهمها ان “تيار المستقبل” كغيره من الاحزاب السياسية، لم يتمكن بعد من الخروج من الاطار العائلي رغم حداثة سنه وغلبة عنصر الشباب عليه.

مستفيداً من الصلاحيات الاستثنائية الممنوحة له أعلن الحريري عن صدور تشكيلات تعد جديدة نسبياً بالشكل والمضمون، وتتألف من نواب الرئيس: جان أوغاسبيان، غازي يوسف، مصطفى علوش، ساندي حلاق وخالد ياسين.

– رئيسة كتلة “المستقبل” النيابية النائبة بهية الحريري والأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري. المنسق العام المركزي للشؤون الخارجية والديبلوماسية باسم الشاب، المنسق العام المركزي للاعلام والتواصل الاجتماعي حسين الوجه، المنسق العام المركزي للشؤون الاقتصادية والاجتماعية هلا صغبيني، المنسق العام المركزي للأبحاث والدراسات وداد الديك، المنسق العام المركزي للانتخابات فادي سعد، المنسق العام المركزي للعلاقات العامة سامر حدارة، المنسق العام المركزي للادارات المحلية والجمعيات الأهلية جلال كبريت، المنسق العام المركزي للاغتراب محمد الجوزو، المنسق العام المركزي لشؤون المجتمع المدني ميرفت نحاس وامين سر هيئة الرئاسة وسام شبلي.

خطوة لا بد منها رغم صعوبة الظروف التي يمر بها الحريري، فرضها ترهل تياره وتراجع شعبيته وتسيّد الشخصانية للبعض على حساب “التيار” فبات من الملح والضروري ان يلتفت الحريري الى تنظيمه لا سيما بعد الانتخابات النيابية الماضية ونتائجها المخيبة، والتي بينت تراجع “التيار” على الأرض وتسرب عدد كبير في صفوف المناصرين. حرص الحريري على تفعيل تياره ومشاركة عنصر الشباب واستبدال الكثير من وجوه الطاقم القديم من تياره، ربط الهيئة الرئاسية بشخصه مباشرة، حرص على تسمية اصحاب اختصاص كالجوزو الذي يحظى باحترام كبير بين صفوف الجاليات اللبنانية حول العالم، انطلاقاً من تجربته في العمل الاغترابي وشغله مواقع قيادية في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم. تضمنت التشكيلة مجموعة من مختلف الاطياف اللبنانية بما يعيد التذكير بتجربة مشروع الحريري الاب واعتماد لغة توحد “التيار” حول رئيسه، لا ان يصبح تياراً برؤوس كثيرة لكل لغته وعالمه حتى بات بعضها عصيّاً على المعالجة.

لم يرغب الحريري بالفصل بين مرحلتين ولذا اعد تشكيلة تجمع رموزاً من المرحلة القديمة، لكن الغلبة جاءت للوجوه الجديدة، التي يؤمل منها تفعيل الوضع التنظيمي والحضور السياسي لـ”التيار” بطريقة مختلفة ومؤسساتية. وكانت المفارقة تقدم نواب الرئيس على مركز الامين العام لكن مصادر “تيار المستقبل” نفت ان يحمل هذا الترتيب اي دلالة مؤكدة ان الامين العام لم يزل على رأس الامانة العامة بكامل صلاحياته التنظيمية.

ومن بين نواب الرئيس الذين توزعوا طائفياً بين سنة وشيعة ومسيحيين، كان اللافت تقدم اسم النائب والوزير السابق جان اوغاسبيان. الوجه الذي مثل “التيار” وكانت له تجربته الناجحة على المستويين النيابي والوزاري. والمعروف عنه انفتاحه على كل الاطراف. شخصية غير صدامية ولا مستفزة، عقل منظم وعملي على ما يصفه عارفوه، كما استمر النائب السابق باسم الشاب في مهامه وهو المعروف عنه تشعب علاقاته الخارجية وسعة المامه بالشأن السياسي الخارجي، اما مصطفى علوش فهو الوجه المتشدد داخل “التيار” المطلوب ان يخوض معارك “التيار” عند الشدائد.

كان الحريري واضحاً في توجيهاته للهيئة الرئاسية ان تكون العلاقة معه هو شخصياً ومباشرة على اعتباره رئيساً لـ”التيار”، وان كل الهيئات القيادية خاضعة لتقييم الاداء ليبنى على الشيء مقتضاه. تعول مصادر مستقبلية على خطوة الحريري شرط ان تمثل انطلاقة جديدة لـ”التيار” بعد الوضع المتردي الذي بلغه، لا سيما وان عدداً من الفريق السابق المحيط به يتحمل مسؤولية ما وصل اليه “التيار” ورئيسه والاخفاق الذي حصل في كثير من المحطات، لكن العبرة في اطلاق يد المعينين الجدد للعمل مع صلاحيات تعزز دورهم التنفيذي.

منذ بدء مسيرته السياسية عرف الحريري كنجل الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي يسجل له تأسيس تيار من حملة الشهادات عابر للطوائف. في احلك الظروف واقساها مارس الحريري الابن دوره، نجح في محطات واخفق في أخرى، ولا يُخفى أن هناك من يقول داخل “التيار” ان المحيطين بالحريري وبعض مستشاريه كانوا السبب في ارتكابه بعض الاخفاقات.

مشكلة الحريري تنظيمياً انه لم يلتفت لتياره واختصره بشخصه، وبدل ان يعزز حضور تياره ويسند عليه زعامته بقي يستثمر في ارث والده حتى غلب حضور الكثيرين على حضوره وكثر منافسوه وبعضهم من فصيلة الدم الواحدة. يشكل تشكيل الحكومة فرصة جديدة للرئيس المكلف ليفتح صفحة جديدة في حياته السياسية والا نكسة سياسية. فهل تكون تشكيلات حزبه فاتحة خير لتشكيل حكومة فيؤازره هؤلاء في مهامه الجديدة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى