أخبار عاجلة

كارول عياط المثل والمثال..

نون -اللواء

عندما يُعرف السبب يبطُل العجب!
التعثر الحاصل في تأليف «حكومة مهمة» الإنقاذية، وما يتخلله من مناورات الكر والفر، في الدهاليز السياسية والحزبية، أصبحت أسبابه واضحة، ولا تحتاج إلى كثير من الفذلكة والشرح: يريدون وزراء من الأزلام والتابعين، لا من أهل الكفاءة والاختصاص، ومستقلين!
كل ما قيل عن معايير إصلاحية جدية في اختيار الوزراء، بعيداً عن التدخلات السياسية والضغوطات الحزبية، كان مجرد كلام بكلام، لتضليل الناس في الداخل، وإيهام الأصدقاء في الخارج، بأن هذه المنظومة السياسية الفاشلة والفاسدة، تُحاول إصلاح سلوكها، مقابل الحفاظ على مصالحها، والتمسك بمواقعها، والتسليم بخطط الإصلاح ومكافحة الفساد.
تسلحوا بالتكتم، وقلة الحكي، لتغطية سماوات المحاصصات بقبوات الوزارات، والإيحاء لمن يهمه الأمر بأن البحث الجدي ناشط على أكثر من صعيد، وأن الطبخة الوزارية على نار حامية، ولكن سرعان ما تبين أن التكتم هدفه التستر على الصراعات على الوزارات الدسمة، بعدما عادت حليمة إلى عاداتها القديمة، وعاد الجميع إلى لعبة الكراسي والتسابق على النفوذ.
كارول عياط، نموذج صارخ يُدين تصرفات المنظومة الحاكمة، التي ترفض الحد الأدنى من تغيير عقلية التسلط والاستئثار، ولا تُقيم وزناً لكل المطالبات الداخلية والخارجية بالإصلاح.
كارول عياط، سيدة من بلادي، تنتمي إلى الجيل الشاب الذي ما زال يحلم ببناء دولة المواطنة، وطيّ صفحة كل الأمراض الطائفية، وتنقية وطن الغد من كل شوائب الفساد والمحسوبية، والحمايات الحزبية والطائفية.
كارول عياط، الخبيرة الأولى في الشرق الأوسط بقضايا النفط والطاقة، تم ترشيحها لوزارة الطاقة عشية تشكيل حكومة حسان دياب، وجرى التداول باسمها من جديد بعد تكليف السفير مصطفى أديب، وطُرح اسمها للمرة الثالثة عندما بدأ الرئيس المكلف سعد الحريري مشاوراته مع رئيس الجمهورية.  في كل مرة كان الوزير جبران باسيل بالمرصاد لهذا الطرح، والسبب بكل بساطة ووقاحة: المطلوب أن تذهب المرشحة كارول عياط إلى باسيل لتقديم فروض الولاء والطاعة، ضاربة عرض الحائط بكل قدراتها وطاقاتها الشخصية وخبراتها المهنية والعلمية.
فكان أن تم وضع فيتو على هذه الكفاءة الاستثنائية، والمشهود بخبراتها عالمياً، والسبب رفضها المطلق لخدمة الوطن، عن طريق الاستزلام والمحسوبية، وبتغطية من المنظومة الفاسدة!
كارول عياط، هي المثل والمثال، التي كشفت مدى فساد هذه الطبقة السياسية الفاشلة، والتي ما زالت تتلطى بمصالحها وبمغانم السلطة، حتى الرمق الأخير!

عن newsadmin

شاهد أيضاً

انه ( الكورنيت)

  ليس بجديد علينا اسم وكسم وفعل هذا الصاروخ المضاد للدروع الذي فتك بفخر الدبابات …