ارشيف الموقع

هآرتس: بايدن قد يكون القشة التي ستكسر ظهر أردوغان

 

 

 

هآرتس: بايدن قد يكون القشة التي ستكسر ظهر أردوغان

هآرتس: بايدن قد يكون القشة التي ستكسر ظهر أردوغان

قالت صحيفة ”هآرتس“ الإسرائيلية إن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية يمكن أن يكون ”القشة“ التي ستكسر ظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأضافت الصحيفة في تحليل إخباري نشرته اليوم الأحد، أن الإدارة الأمريكية الجديدة تريد تصفية الحسابات مع أردوغان، الغارق حاليا في الأزمات الداخلية التي تسبب فيها رفقة شركائه.

تردد تركي في تهنئة بايدن

ومضت الصحيفة تقول: ”استغرق الأمر يومين كاملين قبل أن يبعث الرئيس التركي أردوغان تهنئته إلى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، وقبل ذلك بأيام قليلة، أوضح مكتب أردوغان أنه سينتظر إعلان النتائج النهائية، ولكن مع إدراك أن كل ساعة تمرّ ستُحسب ضده، فإن أردوغان سارع إلى قبول الأمر الواقع“.

وتابعت أن ”العلاقات بين أردوغان وبايدن متوترة للغاية، حيث قال الرئيس الأمريكي المنتخب من قبل أنه على العكس من ترامب، فإنه يعلم جيدا كيفية التفاوض مع أردوغان، وأنه إذا كان رئيسا فإنه سيجعله يدفع ثمنا باهظا على ما فعله، وفي نفس الوقت فإن أردوغان لم يُبد أي شعور بالخوف، وقال تعليقا على احتمال فرض عقوبات على تركيا، وذلك قبل أسبوع على الانتخابات الأمريكية، إن الولايات المتحدة لا تعلم حقيقة من تتعامل معه“.

وأردفت: ”بايدن، الذي كان مسؤولا عن ملف تركيا خلال ولايته كنائب للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، يعلم جيدا شخصية من سيتعامل معه“.

مسار صعب لأنقرة مع إدارة الرئيس الجديد

وينطبق ذلك أيضا على بعض مساعدي بايدن، الذين من المتوقع أن يتولوا مناصب بارزة في الإدارة الأمريكية المقبلة، ومن بينهم سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي السابقة، والمرشحة لوزارة الخارجية، والتي وصفت تركيا من قبل بأنها ”ذئب جائع“، بالإضافة إلى ”أنتوني بلينكن“، المرشح لمنصب مستشار الأمن القومي، والذي أكد من قبل أن أمريكا يجب أن تساعد الأكراد في سوريا، الذين يقاتلهم أردوغان.

ونقلت الصحيفة عن مايكل كاربنتر، مدير مركز ”بن بايدن“ للدبلوماسية والمشاركة العالمية في جامعة بنسلفانيا، قوله: ”تركيا تقوّض ما نراه بأنه مصالحنا المشتركة، سواء في ناغورنو قرة باغ، ليبيا، التوترات في بحر إيجه، أو شراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي إس 400″.

وأكد أن تركيا تتصرف بصورة غير مسؤولة وعدوانية في العديد من المناطق، ما يتطلب تركيزا شديدا في كل خطوة تقوم بها الإدارة الأمريكية الجديدة.

وقالت ”هآرتس“: ”بالتأكيد، ما يقال قبل الانتخابات لا ينبغي بالضرورة أن يهيمن على تصرفات الإدارة، لكن هذه المواقف لم تتم صياغتها لحملة بايدن الانتخابية، إنها جزء من سياسة ولدت خلال رئاسة أوباما“.

عدوانية تركيا في القضايا الخارجية

وأضافت الصحيفة العبرية: ”من المرجح أن تتصدر رئاسة بايدن نفس القضايا الجوهرية التي أشعلت الخلافات بين تركيا وإدارة ترامب، وفي حين تم التوصل إلى اتفاقات لوقف إطلاق النار في ليبيا وناغورنو قرة باغ، ويرجع ذلك أساسا إلى قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بلي ذراع أردوغان، فإن ثمة صراعات لا تزال دون حل، كما هو الحال مع قضية صواريخ ”إس 400″، والتدخل التركي في سوريا“.

ويعتبر بايدن، الذي اعترض بشدة على انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا، وهي الخطوة التي لم تتم بشكل كامل، حليفا قويا للأكراد، ويرى أنهم لا يمثلون فقط حلفاء أقوياء في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، ولكن بوصفهم شعبا يستحق الحصول على حقوقه المدنية في سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان أردوغان مستعدا للتفاوض فيما يتعلق بمستقبل الأكراد، وفي نفس الوقت يهاجم الرئيس الأمريكي، ودعم واشنطن للأكراد، ولكن إذا كان السلام مع الأكراد سيجعل أردوغان في مسار إصلاح العلاقات مع بايدن، فإن الرئيس التركي يمكن أن يستغل تلك الفرصة الخفية.

أزمات أردوغان الداخلية

ومضت الصحيفة تقول: ”مستقبل علاقة أردوغان مع إدارة بايدن يرتبط بشدة مع الأزمات والتحديات التي يواجهها الرئيس التركي في الداخل.

وأشار استطلاع رأي حديث إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم سيحصل على 28.5% من أصوات الناخبين الأتراك في حالة إجراء الانتخابات التشريعية الآن، بينما سيحصل حزب الشعب الجمهوري على 17 %، وسينال المنشقون عن الحزب الحاكم مثل علي بابكان وأحمد داوود أوغلو على 1.5 % و0.9 % على الترتيب“.

ورأت الصحيفة الإسرائيلية، أن هذه النتائج تشير إلى أن حزب العدالة والتنمية سيظل الأكبر في تركيا، إلا أنه لا يستطيع تشكيل تحالف حاكم من تلقاء نفسه، وإذا استمر هذا التوجه حتى الانتخابات الرئاسية التركية المقرر لها عام 2023، فإن الاحتكار السياسي الذي يمارسه أردوغان يمكن أن يتحطم.

وأشارت إلى أن السبب المباشر لتراجع شعبية الحزب الحاكم هو الأزمة الاقتصادية، والانخفاض الحاد في الليرة التركية، وتراجع الاستثمار الأجنبي، وارتفاع معدلات البطالة التي بدأت في الصعود حتى قبل تفشي جائحة كورونا.

مصلحة الرئيس التركي

ومضت تقول: ”آخر ما يحتاجه أردوغان الآن هو رئيس أمريكي يريد تصفية الحسابات معه حول قضايا مثل حقوق الإنسان“.

تمكن أردوغان من تجاهل المطالب الأوروبية تماما بشأن التدخل التركي في سوريا وليبيا وناغورنو قرة باغ، وتمكن من إلقاء القبض على خصومه السياسيين ومنتقديه دون أي قيود، والآن يجد أردوغان نفسه في مواجهة جبهة موحدة، في نفس الوقت الذي تسير فيه علاقاته مع موسكو في اتجاه مضطرب للغاية.

وتابعت أنه ”قد تكون أوروبا مهددة من أردوغان بسبب اتفاقية اللاجئين التي وقعتها مع تركيا، والتي من المحتمل أن يؤدي انتهاكها إلى إغراق أوروبا بملايين اللاجئين، لكن أوروبا تملك أيضا عصا اقتصادية جادة في شكل عقوبات تدرس فرضها على تركيا، خاصة بسبب عمليات التنقيب عن الغاز الذي تقوم به أنقرة في شرق البحر المتوسط، في المناطق التي تدعي اليونان ملكيتها“.

وختمت تحليلها بالقول: ”منع ترامب العقوبات الأوروبية وقام بحماية أردوغان،إلى حد كبير، ولكن بايدن يمكن أن يظهر بوصفه رئيسا عذب الكلام، ولكنه في نفس الوقت يملك عصا غليظة من العقوبات“.

محمد ثروت – ارم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى