تأليف الحكومة مؤجّل، على الأرجح، إلى «ما بعد بعد رأس السنة». أدى الرئيس المكلّف سعد الحريري «قسطه للعلى». ناور بتشكيلة حكومية كان يعرف أنها لن تلقى قبولاً لدى رئيس الجمهورية ميشال عون. «أمّل» اللبنانيين خيراً لبضع ساعات قبل أن يعلّق، كعادته، مسؤولية التعطيل على «وطاويط القصر الجمهوري»… ثم حزم حقائبه وسافر في إجازة الأعياد، وكأنه لا أزمة في البلد ولا انهيار، فيما لا يوحي مسار الأمور بتحقق «نبوءته» بحكومة بعد رأس السنة.
ما ينطبق على الحريري ينطبق على بقية الطبقة السياسية. ففي مرحلة إقليمية – دولية تتسم بالغموض في ما يتعلّق بمستقبل أزمات المنطقة، والمشهد الداخلي الذي يزداد تأزماً، من الفوضى الأهلية إلى الانهيار المالي/ الاقتصادي، مروراً بالفلتان الأمني، دخلَت هذه الطبقة في إجازة الأعياد كما لو أن البلاد في مرحلة عادية وليسَت بحاجة إلى أي جهد استثنائي، وكما لو أن عندها ترف الوقت والمناورة والانتظار أو المراهنة على تطورات الخارج، وترك البلاد بلا قيادة. والأبرز على هذا المستوى تجلّى في الآتي:
– جمود على مستوى الاتصالات. فبحسب أكثر من مصدر معني بالتأليف الحكومي، «لا أحد يتحدث مع أحد، ومنذ اللقاء الأخير بينَ عون والحريري، لم يُسجّل أي تواصل بينَ القوى السياسية».

– سفر الحريري إلى دولة الإمارات، لقضاء فترة الأعياد. ومع أن الرئيس المكلف أوحى بأنه سيسعى لعقد لقاءات في الإمارات أو في السعودية في حال استطاع أن يزورها، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن الحريري «في عطلة» ليسَ إلا.
– المأزق المتصاعد داخل التركيبة السياسية، إذ باتَ واضحاً أن كل طرف باتَ يدير معركته بشكل انفرادي، إلى حد ما.
بناءً عليه، ستكون البلاد على موعِد مع أسبوع السؤال عن الخطوة التالية؟ وما الخيارات المتاحة أمام الحريري الذي، بحسب كل المؤشرات، لا تزال حظوظه في التأليف ضعيفة، علماً بأن أوساطاً سياسية تساءلت عمّا إذا كانت زيارته الخليجية ستعيده أكثر تصلّباً.