أخبار عاجلة

…وماذا بعد سقوط السرّية المصرفية!


اندريه قصاص-لبنان24

أسقط مجلس النواب أمس السرّية المصرفية لمدة عام. هل هذا يكفي لكي يسير التحقيق الجنائي من دون عراقيل أو حجج قانونية، أم أن لبنان سيحتاج بعد سنة إلى تكرار سيناريو الأمس، بإعتبار أن اللبنانيين هم ابطال في تضييع الفرص أو هدر الوقت والتمتع في اللعب في الأوقات الضائعة والرهان على السراب والأوهام والمتغيرات؟

قد يكون رفع السرية المصرفية، وإن لمدة سنة، الباب الواسع للوصول الى الاسرار العميقة على مسار التحقيق المالي الجنائي، ولكشف المستور ولفضح من لا يريد الوصول إلى النهايات، التي ربما قد تكون سعيدة، أو على الأقل هذا ما يؤمل.
ففي خطوة تشريعية كبيرة حقق مجلس النواب هذا الانجاز في جلسته أمس، فأسقط الذرائع التي تمعن في كسر التدقيق بالحسابات على باب المصرف المركزي وابواب كل الادارات، ولم يعد هناك أي مجال للتشاطر والتلاعب في رسم دوائر غير مفهومة والدخول في طلاسم الأرقام المبهمة.

ابتداء من اليوم، ولمدة عام لن يكون هناك من حجة لحجب المعلومات عن حساب أي كان، ومهما علا شأنه، من المتورطين في تطيير مليارات اللبنانيين، وفي السمسرات والصفقات، ونهب هبات الدولة والمساعدات التي يستحقها كل مواطن يسأل عن العيش الكريم ولو ليوم واحد.

فهل سنسمع مثلًا بعد السير بالقانون اسماء وارقاما تتطاير في سماء التحقيق المالي على المكشوف، فيضبط اصحابها ويحاسبون وتعود اموالنا التي نهبوها من دون رادع انساني ولا اخلاقي في ايام الرخاء والشدة على حد سواء؟

هنا، يأمل المواطنون الا يصاب رفع السرية المصرفية بما اصيب به قانون الدولار الطالبي من تعنت في التنفيذ. ولهم مطلب آخر بان يكون هذا الرفع دائما اذا ما ادت المماطلة الى نفاد العام المحدد من دون طائل، وكي تبقى هذه العصا مرفوعة بوجه كل من يفكر في مواصلة الانقضاض على اموال الناس والدولة.

ويبقى عامل الثقة هو الأساس في أي إجراء سيتخذ، سواء عبر رفع السرية المصرفية أو عبر التدقيق المالي الجنائي، الذي سيأخذ منحى مغايرًا هذه المرّة، لأن الشركة التي إنسحبت منذ شهرين هي على إستعداد لمعاودة نشاطها، ولكن بروحية مختلفة هذه المرّة، ووفق اسس تشريعية واضحة لا لبس فيها، وهي ستشترط هذه المرّة أن تكون كل الإدارات المعنية بهذا التحقيق مفتوحة أمامها من دون أي عرقلة من اي جهة كانت، وهي ستطالب بضمانات خطية لذلك، من أجل ضمان النجاح في مهمتها خلال سنة.

ويبقى أيضًا الأساس في كل ذلك الأمل في إستعادة المودعين، ولا سيما الصغار منهم، ودائعهم المجهولة المصير، خصوصًا أن هذه الودائع في أغلبها هي جنى العمر أو ما تبقى من مدخرات كل عامل ليأمن شر غدر الزمان، وهو قد خبأ قرشه الأبيض ليومه الأسود.

عن newsadmin

شاهد أيضاً

انه ( الكورنيت)

  ليس بجديد علينا اسم وكسم وفعل هذا الصاروخ المضاد للدروع الذي فتك بفخر الدبابات …