الحدث

أنيس النقاش…رحيل المناضل القيمة والثائر والحقيقة

بقلم جهاد أيوب

أنيس المناضل الذي قام بفعل المقاوم النقاش في بحر الحقيقة ضد الظلم..قد مات، ورحل عن دنيانا القذرة نظيف الكف، وعفيف المواقف، ومتواضع الحضور وثاقب القول والعقوللفظ انفاسه في الغالية دمشق، سلم روحه في المكان الذي أحب، ومن هناك كان يقول بصوته المرتفع:’’في سوريا ومن سوريا أجهضنا الحرب العالمية، انتصرنا على أكبر مؤامرة ضد المقاومة ومحورها ودورها وبيئتها’’..!

من سوريا سيعود إلى لبنان حيث النضال الأخيروحيث المشاركة في دمع العيون..

لن أبوح عن تاريخ رايته في النضال، فالكل سيكتب ويتحدث ويشارك بتعب جهوده المشرفة، سأحاول الدخول إلى ما كان، وما رسمه، وما زرعه أنيس في جيلنا!

منذ الصغر يحتل إسمه مساحة في عالمنا، نسمع حوارات الحكايات التي تدور من حوله، وهنا من يصطاد كلمة عنه، وهناك من يفاخر بهذه الشخصية المناضلة!

كبرنا، ولا تزال الحكايات تحاك من حوله، والفضول في فك فصول انيس يكبر عندنا، والأشجار التي زرعها فينا تصل السماء معنا، وتزهر وتثمر رغم أحقاد من نبهنا أنيس منهم، ولا بزالون يحيطون بنا ومن حولنا!

تابعناه في كل الأمسيات، واللقاءات، والأحاديث لنجده صاحب وضوح للحقيقة، لا يشبه غيره حتى من هم في محوره، ولا يصارخ بل يضع النقاط على الوضوح، ويقدم استراتيجية منهجية منطقية لا شوائب فيها.

غني بالمعلومات، وواقعي بالحوارات، وغزير بالبوح حيث تخاله هو البوح، ومهذب، وطبيعي يوصل المعلومة بذكاء، ويصر أن يقول ما لديه دون أن يتأثر بمن ينتظره كي يخطئ، ولا يرتكب فعل الخطأ، أو يغير من جلده

جلد أنيس النقاش طبع بالحقائق، وبالمسؤولية، وبالحرية، ولم يسقط لحظة، بل هو من سار خلف القضية، وسقط من حوله الكثير الكثير الكثير، وهو من صمد لكونه يعتبر القضية عامة تخصه، وليست خاصة يتلطى خلفها!

هو من يجاهر بمواقفه مع القضية الأساس، ويفاخر بكل شبر قطعه معهاأنيس النقاش واحة من انتصاراتنا، وشريك فعلي بالانتصار المقبل، ويا ليته عاش بعض شهور كي يقف مع هذا الانتصار المقبل من اليمن إلى البحرين وسوريا والعراق ولبنان!

أنيس النقاش الفلسطيني الجذور أكثر من ألاف وقادة يحملون الجنسية الفلسطينية، ومنذ اشراقة الشمس حمل بندقية فلسطين، ولم يخطئ الهدف.

أنيس النقاش اللبناني الثائر على كذبة الوطن، والأكثر بصمة من زمر اعتادت الخيانة والغدر، وظل هو الشامخ، والوقار المنتصر.

أنيس النقاش السوري المجابه، وأول من قال :” سوريا المقاومة، سوريا العروبة انتصرت“…

أنيس النقاش العراقي الثاقب، والبحريني المنتفض، والإيراني المؤمن بأن لكل ظالم نهايةأنيس مع كل مظلوم، ومع كل صاحب حق، ومع كل اشراقة شمس تؤمن بالحرية.

عرفناه عن قرب، تقربنا من شخصه باعتزاز فاحترمناه أكثرنحن نعرف أنيس النقاش سخصياً، وهذه الكلمة تكفينا حتى نرتوي من الكرامة في جيل لم يعد يكترث لكرامة وجوده..

كان يعيد البوصلة إذا أحدنا خبص في الطرح، الحوار، الكلام، لا يجامل، ولا ينافق، وإن سمع انفعالات عملاء الداخل وما اكثرهم، يسخر بتهذيب، ويجابه بثقة..

نعم رحيل أنيس النقاش في هذه المرحلة خسارة من ذهب، ليس خسارة للخالق ابداً، بل خسارة للصداقة الصافية، للمنتقد لمحورنا بجرأة لا توصف، للإنسان المتشبع حرية، وللوطن العميق، وللمقاومة العميقة، والحضور العميق..

أنيس النقاس عرفناه عن بعد فعشقناه، والذي عرفناه عن قرب فافتخرنا بمعرفته، بوضوح الصورة لديه، بنضاله الذي لم تغب عنه الشمس، بكبرياء نفسه الهائمة إلى ضوء لا تخافه..

في امان الله ورعايته يا راية المناضلين، وشمس المقاومين، ومنابر المتكلمين، والحنون الحنون في الصداقة..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى