الحدث

الحريري طلب وساطة قطر مع ايران لفك العقد الحكومية مع عون… فهل تنجح؟

صونيا رزق-الديار

المبادرة الفرنسية محتاجة بدورها الى التعاون مع طهران لتسهيلها وإنجاحها

في كل مواقفه وخطاباته، يكرّر الرئيس المكلف سعد الحريري دائماً،أنه لا يمكن إنقاذ لبنان من ازماته، من دون دعم الدول العربية والمجتمع الدولي، اذ لا يوجد مَخرج بمعزل عن العرب، ومن دون مصالحة عميقة معهم كدول شقيقة.ومن هذا المنطلق يجول منذ فترة في المنطقة العربية، ومنها مصر والامارات، وقبل ايام زار قطر،على ان يتابع جولته لكن من دون ان يصدر بيان رسمي من مكتبه الاعلامي حول وجهة تلك الدول، وذلك بهدف رفع الصوت اللبناني عبر طلب المساعدة لإنقاذ البلد، بعد توالي الانهيارات على كافة الاصعدة.

وفي توقيت لافت اتت زيارة الحريري الى الدوحة، بعد عودة وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني من طهران، حيث بحث مع المسؤولين الايرانيين في مواضيع عديدة، من ضمنها الملف اللبناني، الذي ناقشه ايضاً الرئيس المكلف مع أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني،وإمكانية مساهمة الدوحة في تقريب وجهات النظر اللبنانية، والمساعدة في حل الازمات المتراكمة والمستعصية وخصوصاً التشكيلة الحكومية،بحيث طلب الحريري مساعدة قطر من خلال وساطتها مع ايران، لحلحة العقدة مع رئيس الجمهورية ميشال عون عبر حليفه اي حزب الله، فضلاً عن دورهم كقطريين على خط واشنطن–طهران،نظراً لوجود علاقات متينة مع الإدارة الأميركية الجديدة.

مصدر سياسي مطلّع على العلاقة الاميركية – الايرانية اشار ل» الديار» الى انّ مهمة الدوحة لن تكون سهلة على هذا الخط السياسي الصعب والشاق، لان طهران تطالب برفع العقوبات الأميركية عنها، والعودة الى الإتفاق النووي الموّقع من قبل إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مع إيران، فيما ادارة الرئيس الحالي بايدن لا تبدي رغبة في بت هذا الملف في الوقت الراهن، لان اولوياته لا تتضمن ذلك، اذ تطغى الملفات الداخلية على كل شيء، إضافة الى تحسين العلاقات الاميركية مع الدول الكبرى، وخصوصاً روسيا والحلفاء في اوروبا، ناهيك عن الملفين الاقتصادي والصحي، وإعادة التفوذ الاميركي الى قواعده.

وعلى خط مطلب الحريري من القطريين، لفت المصدر الى ان طهران تلعب دوراً في ضبط العلاقات السياسية في لبنان وسوريا من دون ادنى شك، مرجّحاً بعض الحلحلة على خط ​تأليف الحكومة​ اللبنانية، لكن ليس على وجه السرعة، لان العقد كثيرة وحلحلتها تتطلب وقتاً، والمطلوب تنازل عون والحريري عن شروطهما وليس فقط رئيس الجمهورية، وإلا لا حل.

ورأى المصدر بأنّ جولة الرئيس المكلّف اليوم،على بعض الدول العربية مهمة جداً، لانها ستفتح الآفاق وتخفف من الخلافات السياسية التي وصل اليها لبنان مع تلك الدول، مما ساهم في قطع المساعدات المالية عنه، خصوصاً في هذه الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة، معتبراً بأنّ الحريري يلعب الدور الديبلوماسي الابرز، من بين كل رؤساء الحكومات الذين تعاقبوا على الحكم في البلد، نظراً لعلاقاته الدولية والعربية المميزة، وبالتالي فلا احد يستطيع لعب هذا الدور في الوقت الراهن.املاً ان تنجح الوساطة القطرية مع ايران، وإلا ستبقى التشكيلة الحكومية مطوقة لأشهر عديدة، وقد تستمر حتى نهاية العهد. واشار الى انّ المبادرة الفرنسية ايضاً محتاجة الى تعاون مع طهران، لانها بالتأكيد ستساهم في تسهيلها، وباريس تعرف ذلك ولن تضعها خارج تلك المساهمة، بهدف إنجاج مبادرتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى