الحدث

العقدة الدرزية عادت لتتصدّر بدعم من باسيل… ولقاء خلدة أطلق العنان لتمثيله بوزير

صونيا رزق-الديار

 

الثلث المعطل حجر عثرة بين الحريري والتيار الخائف من فراغ بعبدا في نهاية 2022
لا شيء يوحي بإمكانية حلحلة العقد الحكومية المتراكمة بين المتناحرين، وخصوصاً بين بعبدا وبيت الوسط، بعد وصول العلاقة الى القطيعة والردود المتبادلة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، بحيث تظهر كل يوم عقدة قديمة ـ جديدة في الواجهة، ابرزها تلك المتعلقة بمقعد درزي من حصة النائب طلال ارسلان، الذي عقد اجتماعاً يوم الاثنين في دارته حمل إسم لقاء خلدة، شارك فيه شيخ عقل الدروز نصر الدين الغريب، وكبار المشايخ وخصوم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، مع معلومة من مصدر سياسي مطلّع بأنّ الاجتماع المذكور اتى بدعم من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وفي توقيت بارز اي قبل ساعات قليلة من كلمة الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، الذي سأل عن سبب إصرار الرئيس المكلف على تشكيلة من 18 وزيراً، وإعتبر انّ هدف هذا الامر هو الاقصاء والالغاء.

الى ذلك اراد النائب باسيل الظهور وراء الكواليس، بعيداً عن صفة المعرقل كما يصفونه دائماً، اي إعطاء وزير درزي للحليف ارسلان بطريقة خفية، ومع إطلاق العنان لمطلبه، من خلال مؤيديه في الاطار الطائفي اي عبر المشايخ، مع الاشارة الى انّ الطائفة الدرزية تتوّحد عند اي إشكال يطالها عادة بين احزابها، إلا انها هذه المرة بقيت ضمن خط الخلاف السياسي، على أثر الحوادث التي حصلت بين حزبيها الجنبلاطي والارسلاني، خصوصاً في منطقة الشويفات فتفاعلت على أثر سقوط ضحايا، ما ادى الى توتر كبير تفاقم سياسياً بين خلدة والمختارة. إضافة الى انّ الانتخابات النيابية الاخيرة لعبت دورها في هذا الاطار، وساهمت في إبعاد العلاقة بين جنبلاط وارسلان، بسبب ما حققه الاول من فوز سبعة نواب دروز من ثمانية، فيما على خط الحزب الديموقراطي اللبناني وحده رئيسه فاز بالمقعد النيابي، ليُظهر مدى الفرق بين الحزبين من ناحية الحضور والزعامة في الجبل، ما دفع بالتيار الوطني الحر المتحالف بقوة اليوم مع ارسلان، الى تجنيد ثلاثة نواب من كتلتهم حينها، وتقديمهم له على طبق من فضة بهدف حصوله على حقيبة وزارية.

في غضون ذلك، بات كل ما اطلقه الرئيس المكلف، بخصوص تشديده وتأكيده على تأليف حكومة مستقلين من 18 وزيراً في مهب الريح، وهذا معروف منذ البداية، لانّ كل وزير سُميّ بحسب المحاصصة الطائفية والمذهبية والحزبية من قبل رؤساء الاحزاب، تحت ستار الوزراء المستقلين اي غير المنتسبين فعلياً الى اي تيار او حزب، لكنهم فعلياً من اقرب المقرّبين الى الفاعليات السياسية على الارض، اي اصبح من الاجدى إطلاق تسمية حكومة تكنو- سياسية لانها لم تعد خفية على أحد.

وعلى خط الوساطات، افيد وفق مصدر مقرّب من كتلة «التنمية والتحرير»، بأنّ محرّكات الرئيس نبيه بري ستبدأ عملها على الخط، لإحداث خرق ما في العقدة الدرزية، كما انّ الاتصالات التي أجراها المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الأوسط ودول إفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، وخصوصاً الحريري وجنبلاط، قد تفعل فعلها لفك هذه العقدة المستعصية، على الرغم من اعلان الروس بأنهم لا يتدخلون في الاسماء والعدد.

وفي اطار العقدة الاصعب التي لا حل لها ، يبقى الثلث المعطل حجر عثرة بين الحريري والتيار الوطني الحر، بشخص رئيسه الخائف من فراغ في قصر بعبدا نهاية العام 2022 اي انتهاء ولاية الرئيس عون في نهاية تشرين الاول من العام المقبل، وعدم التمكن من انتخاب رئيس جديد حينها، مما يعني مخاوف باسيل من تحكّم الحريري بقرار الحكومة، وعندها لن يجد رئيس التيار سبيلاً للحل سوى إستعماله للثلث المعطل في التوقيت المطلوب، وكل هذا يعني كباش سياسي سيبقى حتى آخر العهد، سيدفع ثمنه لبنان واللبنانيون بغياب اي افق للحل الحكومي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى