تحقيقات - ملفات

إسرائيل تخترق مباحثات روسيا و”حزب الله”..بحثاً عن أمن الحدود

نذير رضا|المدن

وزير خارجية اسرائيل يلتقي لافروف بعد يومين على لقاء الأخير بالنائب محمد رعد
لا إحاطة إعلامية واضحة بتفاصيل زيارة وفد من “حزب الله” الى روسيا. لم يقدم أحد معلومة حول ملفاتها وسط تكتم الحزب والجانب الروسي، باستثناء انها تبحث ملفات لبنان والمنطقة.
تضاربت التقديرات الإعلامية، بين وسائل الإعلام المحلية والروسية والأجنبية، ولا معلومة حاسمة. فالمنطقة مقبلة على تسويات، من اليمن الى لبنان والملف النووي الإيراني والانتخابات الرئاسية السورية. وبين تلك الملفات، مؤشران بالغا الأهمية: فراغ أميركي في المرحلة الانتقالية لم تتبلور إثرها مواقف حاسمة تجاه ملفات الشرق الأوسط، وحيرة إسرائيلية تستغل الوقت المستقطع، بالتواصل مع روسيا.

والحيرة الاسرائيلية، هي الأكثر حضوراً في المشهد الملتبس الآن. تسعى إسرائيل لضمانة روسية على الحدود الجنوبية اللبنانية والسورية، استباقاً لأي تغيير في المؤشر الدولي الذي يمنح إيران فرصة لالتقاط الأنفاس بعد أربع سنوات عجاف في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

يُقرأ هذا الجانب من الزيارة السريعة (ليوم واحد) التي يقوم بها وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي إلى موسكو، للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء، بعد يومين على لقاء لافروف مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النيابية (حزب الله) النائب محمد رعد في العاصمة الروسية.

ويتخطى ملف الحدود أي أولوية أخرى بالنسبة إلى إسرائيل، في وقت تضطلع روسيا بدور فاعل فيه. فهي التي تنتشر على حدود “الاوندوف” في الجولان، منذ أكثر من عامين، وتراقب الحدود اللبنانية الجنوبية. تدرك اسرائيل حجم تأثير موسكو في تثبيت هدوء على الحدود، بالنظر الى حجم الوجود الروسي العسكري الفاعل في المتوسط، والعلاقة التي بنتها مع الحزب وإيران من خلال التواجد والعمل معاً أحياناً على الجبهة السورية.

وفي ظل تعثّر مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وتل أبيب، والتي بات الوقت يضيق عليها قبل البدء باستثمار البلوك الرقم 72 في المتوسط الحدودي مع لبنان، لن تمانع تسوية كاملة في الوقت الأميركي المستقطع، تقوم على ضمانة هدوء الحدود على قاعدة تثبيت اتفاق خط الهدنة، في مقابل العودة الاسرئيلية الى مفاوضات الترسيم.

وإذا كان بحث التهدئة متعذّر حتى الآن من قبل “حزب الله”، يُقرأ من التعليقات الاسرائيلية اهتمام واسع بملف الحدود مع سوريا، ودور “حزب الله” فيه من خلال الانتشار في عشرات النقاط في سوريا، وبينها مواقع يستطيع أن يشن منها هجمات ضد اسرائيل.

بين الملفات الاقليمية، يبدو الملف اللبناني الأقل حضوراً في الزيارة، خلافاً لتوهمات اعلامية لبنانية تقزّم مستويات الحدث وموقع لبنان فيه. فموسكو ليست فاعلة الى حد كبير في الملف اللبناني، ولا تمتلك مبادرة خاصة بمعزل عن المبادرة الفرنسية لتشكيل الحكومة، لكنها قادرة على رسم خطوة أولى لحل الأزمة من خلال وضع قَدَم على سكة استئناف ملف ترسيم الحدود البحرية.

فالأزمة اللبنانية، يدور جزء معتبر منها، حول التعقيدات في ترسيم الحدود البحرية بما يتيح للبنان البدء بالاستفادة من ثرواته البحرية، ويفتح الطريق لمفاوضات مع صندوق النقد الدولي لحل الأزمتين المالية والاقتصادية. وهذا ما لن تقدمه تل أبيب، المتصلبة بموقفها والمعرقلة لاستئناف المفاوضات، مجاناً من دون ضمانات مرتبطة بأمنها.

وفيما يكبر الكباش الأميركي مع “حزب الله”، تضطلع روسيا بمهمة طرح أفكار، كبديل من واشنطن، لكنها لن تنتهي الى نتائج ما لم تكن روسيا حائزة بدورها على تفويض أميركي. ذلك أنه بوجوده، يرفع الحزب الثمن السياسي للتهدئة.. ومن دونه، لن يبيع لموسكو موقفاً بثمن سياسي أقل مما يمكن تحصيله من واشنطن.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى