الحدث

العقوبات الاوروبية على نار حامية واللائحة السوداء جاهزة و»لو دريان» اطلق آخر تحذير!

صونيا رزق-الديار

الرسائل الملغومة بين بعبدا وبيت الوسط تعيق التحرّك الديبلوماسي وتشعل ردود المناصرين

مع وصول العلاقة السياسية بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري الى القطيعة، بات التواصل بينهما من خلال التغريدات و»اللطشات» المتبادلة، والردود الفورية إن من قبلهما او عبر نوابهم ووزرائهم، الذين يسارعون الى الردّ، لتشتعل على الفور مواقع التواصل الاجتماعي بين مناصري الطرفين، على وقع تطاير الرسائل الملغومة التي حملت في طياتها عبارات مبطّنة سلبية، فكان الرد من الحريري بعبارتين اطلقتا العنان لقطيعة نهائية على ما يبدو، بعد قوله:» وصلت الرسالة»، بعدما ارسل عون عناوين عديدة، فحواها انه لم يعد يفهم على الحريري لانه تغيّر كثيراَ.

وتبع ذلك رسائل مشابهة خلال لقاء عون مع وفد من «الاتحاد العمالي العام»، اعلن خلالها عن «صعوبة الوصول الى حلّ في التأليف ، فهناك معايير تؤّلف على اساسها الحكومة، لاسيّما في ما خص توزيع التوازن، وهذا لا يحصل عبر ‏احتكار شخص لعملية التأليف»، هذا التصريح ادى الى إعاقة التحرّك الديبلوماسي الذي نشط خلال الايام القليلة الماضية، من خلال سفراء الدول الكبرى، ما أكد بأنّ الوضع الحكومي سيبقى متأزماً الى اجل غير معروف.

في المقابل شنّ مناصرو الطرفين هجوماً على مواقع التواصل الاجتماعي، واطلقوا الاتهامات المتبادلة بإفشال كل الوساطات الداخلية والديبلوماسية، لان الهدف واحد بحسب المناصرين وهو إزاحة عون للحريري والعكس صحيح، وبأنّ احداً منهما لن يتنازل للآخر، فيما اشارت شريحة كبرى من متابعي مواقع التواصل، الى ضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة، لان الوضع لم يعد يحتمل، والناس جاعوا والبلد انهار وانتهى، مذكّرين بما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري حول «التايتانيك» اللبنانية التي باتت ‏على وشك الغرق.

الى ذلك، افيد بأنّ مبادرة الرئيس بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط المشتركة، حول تشكيلة من 24 وزيراً من دون الثلث المعطل لأي فريق، لم تصل الى مسامع المعنيين بها بشكل رسمي، ولن ينطلق منها الدخان الابيض اذا بقيت ضمن سلسلة عقد، لان الاتصالات مقطوعة بين المعنيين بها، والوساطات لم تفلح في فتح دروبها.

في غضون ذلك لفتت مصادر سياسية مطلعّة على ما يجري في هذا الاطار ل»الديار» الى انّ ضغوطاً اوروبية على النار تقودها فرنسا، عنوانها الابرز عقوبات مرتقبة على معطليّ التشكيلة، خصوصاً بعد البيان الذي اعلنه وزير الخارجية الفرنسية جان ‏ايف لودريان بخصوص محادثات بلاده مع الاتحاد الأوروبي حول الازمة اللبنانية، والاتصالات التي اجراها بكل من الرؤساء عون وبري والحريري، مع التحذيرات من انهيار نهائي للبنان، داعياً اياهم بنبرة حازمة الى إنهاء عملية التعطيل بأسرع وقت ممكن، للخروج من هذه الأزمة وإلا فليتحمّلوا المسؤولية.

ورأت المصادر بأنّ المجتمع الدولي سينتقل الى مرحلة جديدة في التعاطي مع السلطة اللبنانية، وقد سبق ان اعلن ذلك الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، من خلال تحذيره بانّ المجتمع الدولي سيقوم قريباً بتبديل استراتيجيته في التعاطي مع الازمة اللبنانية، لافتة الى انّ العقوبات ستفرض على معرقلي التشكيلة الحكومية، وهي احد ابرز الوسائل التي سيلجأ اليها الاوروبيون للضغط، واصفة ذلك بالانذار الاخير من قبل الفرنسيين، وهذا قد يكون ابرز رهان لديهم لحل هذه المعضلة منذ سبعة اشهر، ولفتت المصادر الى انّ لائحة الاسماء باتت جاهزة بحسب المعلومات التي وردت، وسوف توضع الاسماء في الاطار الاسود، مما يعني ان هذه العقوبات ستلعب دورها هذه المرة، لان القرار واضح من قبل المجتمع الدولي، وخصوصاً الاوروبيّين والفرنسيّين:» انهيار لبنان ممنوع».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى