الحدث

تصريف الأعمال دونه عوائق دستورية وحواجز سياسية ديــاب عالق بين الضغوط وتصفية الحسابات

ابتسام شديد- الديار

شيئا فشيئا يتعقد الملف الحكومي وتضيق فرص التأليف مع تعنت الأفرقاء السياسيين وتمسكهم بمواقفهم، فلا رئيس الحكومة المكلف في صدد التراجع ولا رئيس الجمهورية مستعد للتنازل بل توحي الأمور انه في صدد البحث عن رئيس غير سعد الحريري، وما بين الطرفين اتجهت الأنظار الى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ليضطلع بالحل والانقاذ حيث عولت أطراف سياسية على تنازلات يقدمها الأخير في سبيل تفعيل حكومته، الا ان الدعوة لتصريف الأعمال تواجه عقدا أكثر من التأليف الحالي بعد ان كشف دياب عدم رغبته تفعيل الحكومة حيث تصف مصادر سياسية موقف الرئيس حسان دياب بأنه يشبه المثل الشعبي القائل «لا معلق ولا مطلق» فهو لا يريد الاستقالة النهائية كما يمنع وزرائه من العمل علما ان وزراء الحكومة استغلوا الجدل حول التصريف ليتوقفوا عن القيام بمهامهم.

بموازاة التعقيدات السياسية لعدم القبول في طرح تصريف الأعمال فمن الناحية القانونية يبدو الأمر أكثر صعوبة حيث ان تصريف الأعمال لا تفسير له في الدستور ويعتبر هرطقة دستورية فلا شيء اسمه تفعيل حكومة قدمت استقالتها، فالحكومة ينتهي دورها عندما تستقيل وتصريف الأعمال كما تؤكد المراجع القانونية يعني فقط تصريف الأعمال على نطاق ضيق كما هو حاصل اليوم من خلال وزراء الصحة والداخلية في الملفات الأمنية وكورونا، على ان الإشكالية الأهم تتعلق بسحب التكليف من الرئيس سعد الحريري في مجلس النواب من قبل نواب سبق ان منحوا الثقة للرئيس المكلف.

للأسباب السياسية والقانونية فان تصريف الأعمال عملية معقدة، وعلى الأرجح فان الرئيس حسان دياب كما تقول المصادر رافض لأي خطوة مماثلة وهو ان حصل ذلك يحتاج الى ضمانات معينة غير متوفرة حاليا، فلا أحد قادر اليوم ان يتحمل الانهيار وتبعات ما يحصل.

الدعوة من اجل تصريف الأعمال هي مثار جدل سياسي، فرئيس حكومة تصريف الأعمال يتذرع بأنه لن يتخذ اي قرار لا يكون مغطى من مجلس النواب، ووراء موقف دياب ألف سبب وسبب فمن وجهة نظر الرئيس دياب فان القوى التي دعمت حكومته عند تشكيلها كانت أول من تخلى عنه، حتى انه يعتبر الى حد ما انه خدع من فريق 8 اذار وترك في نصف الطريق عندما سقطت الحكومة بعد انفجار 4 آب، كما ان دياب كما تقول مصادر سياسية محرج تجاه رؤساء الحكومات السابقين والرئيس سعد الحريري ويرفض رفضا قاطعا الوقوع في الفخ نفسه الذي نصب لحكومته في السابق، فتفعيل حكومة تتناهشها القوى السياسية في هذه الظروف من الانهيار والأزمات انتحار سياسي خصوصا ان الوضع الحالي يحتاج الى معجزة سياسية وخارجية تفوق التوقعات لانتشال الوضع اللبناني فيما الواضح ان هناك من يريد ان يلصق كل تبعات السقوط ورفع الدعم الذي سيحصل قريبا بحكومة دياب.

بالنسبة للرئيس المستقيل فهو ليس في وارد تعريض علاقته بالزعامات السنية لأي انتكاسات اضافية بعدما أعيد ترتيبها في وقت سابق، فهو أقام ربط نزاع مع الحريري بعد طي صفحة التجاذب السياسي بينهما وبعد ان وقف الأخير الى جانب دياب عندما فتح ملف المرفأ في وجه دياب وعلى خلفية استدعائه الى التحقيق، كما يتحاشى دياب أي احتكاك مع الحريري والوقوف على مسافة بعيدة من الحرب الدائرة بين بعبدا وبيت الوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى