تحقيقات - ملفات

“حِلّوا عن سعد”…. رسالة أميركية – عربية لباريس

“ليبانون ديبايت” – ميشال نصر

مع انقشاع الرؤية، التي حجبها دخان “القمصان السود” الذين تقمّصوا “دواليب” من لونهم تماماً، وانحسار “موجة المدّ” التي خلّفها كلام قائد الجيش “المُباح”، بدأت تتكشّف الحقائق الواحدة تلو الأخرى، لتتّضح صورة المشهد المدروس الذي “مِشي عالساعة”، وفقاً للمرسوم له، لينتهي ب “بَلفَة” للشعب. دولار “نَطّ” عن ال ١١ ألف ليرة، ووهم ولادة قريبة لحكومة، نسف حقيقتها وزير داخلية سابق” دفشها إلى الصيف”، “إذا ضلّ حجار لوقتها”.

ورغم الأجواء الإيجابية التي يحاول سندباد الجمهورية تسويقها، تارة عبر الماكينة الإعلامية المجنّدة له، وطوراً عبر زياراته المكّوكية الى المقرّات، رغم قطع الطرقات وخطورة التنقّل، حيث كاد موكبه أن يتسبّب بإشكال عند نقطة الذوق، يجزم المتابعون لحركة الإتصالات الجارية، أن الأمور “واقفة محلّها” ، وكل ما يقال لا يعدو كونه ذراذً للرماد في العيون، لتخفيف احتقان من هنا، وتمرير “خازوق” من هناك.

حتى كلام وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الذي بات يردّد نفسه، لا صرف له حالياً على أرض الواقع، مع تأكيد مصادر متابعة للإتصالات التي تشهدها باريس، أن “الصريخ والعويل” الفرنسي، سببه انهيار مشروع ماكرون الكامل في المنطقة، بعدما راهن على إنقاذ الطبقة السياسية اللبنانية مقابل دور أساسي يُحفَظ له، دون أن يُدرك أنه “حفر قبره بإيدو” يوم أحبط “تسونامي غضب” الرابع من آب.

فغضّ النظر الأميركي – العربي، وإعطاء الفرصة للدور الفرنسي ومبادراته، سقط بعدما تخطّت باريس الخطوط الحمر في اندفاعها خلف مشاريع “المقاومة” و”الممانعة”، وتماهيها مع خطط “حزب الله”، الذي عرف كيف يمسك جمهورية ديغول “من الإيد يلّلي بتوجعا”، ما أنتج ضغوطاً متصاعدة ضد الرئيس المكلّف وتعديلات متوالية للمبادرة الهجينة، وأوكسيجاناً متزايداً لمنظومة الحكم الفاسد، مقابل إحباط الشارع اللبناني ومحاولاته للتغيير.

وفي التفاصيل التي يحملها زوار “الكي دورسيه” معلومات عن نقل موفد مصري بإسم “الثلاثي العربي” رسالة واضحة للجانب الفرنسي، مع تفويض القاهرة إدارة الملف اللبناني، بضرورة وقف الضغوط التي تمارَس على الرئيس المكلّف، وضرورة دعمه في النقاط والشروط التي وضعها، باعتبارها كلاً لا يتجزأ من مقاربة شاملة للوضع، لأن في ذلك مصلحة لبنانية، بعدما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه في لبنان.
هذه المعطيات تتقاطع مع أجواء أميركية في نفس الإتجاه، تكشف عن تباينات فرنسية – أميركية حول الملف اللبناني، ظهرت مؤشّراته الأولى في حركة لافتة للسفيرة الأميركية في بيروت، منها المعلن ومنها المخفي.

على الجانب اللبناني، الصورة واضحة: مدير عام الأمن العام يلعب في الوقت الضائع، متناسياً تجربته الحكومية الفاشلة مع حسان دياب، يوم اتخذ قرار إقصائه وإسقاط مبادراته، وهو ما يجري استنساخه اليوم، إذ أن مبادرته قديمة تعود لطرح عمره أسابيع، لا يقدّم الحلول لمعضلات باتت معروفة، رغم تغيّر في الموازين طرأ خلال الأيام الماضية، مع انقلاب “بَيك” المختارة على نفسه، بعد تطوّرات” الشارع الشوفي” ورسالة “الدواليب السوداء” التي فعلت فِعل القمصان السود، دون أن تصل حدود ضغط المختارة إلى بيت الوسط لتغيير موقفه.

يقول المثل المصري ” اللي يشوف الفول ولا ياكلش، يحبّ ولا يطولش”،”فاللي ياكل قد الزبيبة ما فيهاش عيا ولا مصيبة”…. ويضيف الشاطر حسن “إلّلي دِري دِري ويَلّلي ما دِري هوي دِريان”…. هي حال وزير خارجة فرنسا ومعلمه معنا…. فالتاريخ الذي يقال أنه “يُعَلّم”، لم “يُعَلِّم عا جوانب الإم الحنون”…..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى