حبيب افرام-الديار
اهلا بك رسول محبة وسلام وقيم فـي ارض الرافدين في اور ونينوى وبغــداد وكربلاء والنجف واربيل ونوهدرا، فــي ارض الحضـارات والتـنوع والتـعدد والتاريخ، في زمن صعب وخطير، دقيق ومعقد، في وقـت قد يكون الحضور المسيحي فــي العراق يلفظ انفاسه الاخـيرة، فـهل هــو لعـازر وهل يمكن ان تكون بلسما لجراحه؟

قداستك،

اهلا بك تشاركنا الخبز والملح والوجع، مصلوبون نحن، قد نكون خسرنا كل شيء لكننا لم نفقد الرجاء، لا احد ينتظر عجائب، رغم اننا نحن ابناء المشرق والكنائس ما زال فينا روح شهادة،ووعد ان الايمان ينقل جبلا من مكان الى آخر.

لا نطلب لانفسنا الا ما نطلبه لكل آخر، فقط ان نحيا بامن وحرية ومساواة ومواطنة، دون قتل او مجازر او اقتلاع او تكفير او تهجير، دون ظلم او ذمية او مواطنة درجة اخيرة او تمنين بمنصب، دون الغاء هوياتنا القومية والاثنية والدينية والمذهبية، بكل تسمياتها بكل تراكم حضاراتنا،

نحن لسنا عددا ولا جاليات ولا وافدين ولا طارئين ولا معدين للتصدير ولا اتباعا ولا ملحقين،

نحن لسنا “اقليات»، ولا ادوات عند احد، ولا حصان طروادة لاحد، ولا حراس حجارة ولا منكفئين في حارات ولا اكيد خنجرا مغروسا في خاصرة اي وطن،

لسنا “دبب الباندا» يحافظ عليها في محمية، ولا نطلب عطفا او مساعدات او بطانيات، او ننتظر لتتبرع سفارة “بكم من الاقامات» او لترسل باخرة لتنقلنا الى ديارها، او ننتظر رقيما يتلى في جنازاتنا .

فقط اعتراف حقيقي عميق بكل انسان، دون تمييز، وبكل الخصوصيات ، عبر اعتراف دستوري بكل المكونات وحقوقها، فلا تعسف ولا عنصرية ولا تغيير ديموغرافي ولا سرقة ارض ولا الغاء،

فقط اعتراف رسمي باننا اضطهدنا وذبحنا من “سيميل» حتى “داعش» واخواتها، وان حقنا في قرانا وارضنا التاريخية مقدس، ومع ذلك لا نخاف احدا ولا نتوهم اخطارا ولا نشوه صورة احد،

من يخطفنا ويكفرنا ويذبحنا هو من يحرق وجه امته ودينه ومذهبه، فقط اعادة بناء ما تهدم، في مشروع اعماري خاص، مع دعم لمهجرينا، ومع امن مكرس من الدولة ومن شعبنا.

فقط ان نكون كلنا اخوة،

انها رسالتنا في هذا الشرق ان نبقى، ننزف صحيح، لكننا من حلاوة الروح نحلم بقيامة.

لقد دفعنا طويلا ثمن شهادتنا للحق، ولا نقبل ان نعتبر ورقة من اوراق دبلوماسيات النفوذ الغربي، آن الاوان ان يكون كل حراك في خدمة حقوقنا.

انفخ ايها الحبر الاعظم في العراق والشرق روح محبة، مع الصلاة ارفع يا صاحب القداسة عهدا جديدا لشرق جديد علمه الحرية وكرامة كل انسان وكل مكون، واعط بركتك هنا وفي كل العالم لمن على هذا الصراط المستقيم.

ولك منا، من لبنان، من آخر واحة للمسيحية المشرقية الحرة، من سكر الشرق وملحه، انا نواكب دربك من الارز الى بابل، فليكن هذا “الوطن-الرسالة» ابدا في بالك والصلاة.

بقلم حبيب افرام “رئيس الرابطة السريانية”