الحدث

التشكيل السريع للحكومة يحدّ من خسائر عون والحريري.. فما هي نقاط ضعفهما؟


علي منتش-لبنان24

احدى اهم نقاط قوة الرئيس المكلف سعد الحريري في مناورته التي بدأها منذ تكليفه، كانت أن الرئيس ميشال عون لا يملك ترف الوقت، وانه سيجد نفسه مضطرا للذهاب الى تسوية حكومية والى تقديم تنازلات سياسية بهدف تشكيل الحكومة قبل نهاية العهد لكي يحاول انجاز ما يمكن انجازه.

لكن عون، وبالرغم من الخسائر التي تكبدها على المستويين الشعبي والسياسي، استطاع في الاسابيع الاخيرة استغلال الوقت الضائع من اجل القيام بحركة سياسية واعلامية تفيده شعبيا، بدءا بقضية القضاء والقضاة والاستثمار بها في السياسة.

وبعيدا عن الدخول في تقييم ما يحصل، غير ان الامر يفيد العهد شعبيا بطريقة او بأخرى وبالتالي فإن تأخير التشكيل لم يعد لديه اضرار كالسابق عليه، خصوصا وان الانهيار الكامل قد يؤدي الى الذهاب بعيدا في الحديث عن النظام السياسي اللبناني برمته ، مع ما يعنيه ذلك من انتصار لعون نفسه.

من هنا، يبدو ان سحر الوقت انقلب على الساحر وبات الحريري، اعترف بذلك ام لم يعترف، هو الاكثر تأثراً بعامل الوقت وباتت لديه مصلحة مباشرة، تكتيكية واستراتيجية بتشكيل الحكومة.

لا يمكن للحريري المخاطرة بالذهاب الى الانهيار الكامل، فما هو متوفر لحزب الله مثلا، الذي يستطيع ملء الفراغ لحظة الانهيار ليستثمر فيه سياسيا وشعبيا ، ليس متاحا للحريري، وما يستطيع عون تسويقه بعد الانهيار عبر رفع شعارات مرتبطة بإسقاط الطائف والتسويق لها كإنجاز يعوّض عن الكارثة الاقتصادية غير متاح للحريري ايضا، لذا فالاخير سيجد نفسه اكثر الخاسرين في حال الذهاب الى قعر الهاوية.

ستتلقى الحواضن الشعبية لتيار المستقبل ضربات كبرى في حال حصول انهيار شامل، وبالتالي ستكون حصتها من الفوضى الاجتماعية اكبر من حصة غيرها من المناطق ،وهذا ما يؤدي الى تفتت الحالات السياسية غير القادرة على تقديم خدمات فعلية للمواطنين.

الاهم من كل ذلك هو ان الحريري سيخسر على المستوى الاستراتيجي وسيخرج من طائفته من يحمله مسؤولية عدم القدرة على الحفاظ على نظام الطائف والتفريط به وبالتالي بالصلاحيات التي حصلت عليها الطائفة السنية وهذا ما سيؤدي ايضا الى مشكلة شعبية فعلية..

اضافة الى ذلك، لا يمكن للحريري في هذه الحظة السياسية بالذات، تضييع الفرصة المتاحة امامه، خصوصا ان تأييد “حزب الله” له لا يزال متوفراً، لكن الوضع الاقليمي بات ضاغطا بشدة، اذ ان الاتصالات السعودية- الايرانية تتقدم بشكل جيد والاصرار السعودي على شخصية غير الحريري قد يؤدي الى تليين موقف الحزب وبالتالي توجيه ضربة سياسية للحريري لم يكن يتوقعها.

استطاع عون، خصم الحريري اللدود، وقف الاستنزاف الشعبي في صفوف جمهوره، هذا في اقل تقديم وبات يعد العدة لخوض الانتخابات النيابية، لكن الحريري من دون العودة الى السلطة لن يكون قادرا على لملمة خسائرة الشعبية، من هنا لا بد له من التشكيل السريع والتنازل المدروس من اجل الوصول الى تسوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى