الحدث

إلى متى يصمد الشعب اللبناني ويتفرّج على انهيار بلده؟

} عمر عبد القادر غندور*-البناء

عندما يتدنّى الحدّ الأدنى للأجور ويصبح الأجر الشهري للأجير اللبناني يساوي ٥٢ دولاراً بينما هو في سيريلانكا 103 دولارات.

وعندما يتراجع الحدّ الأدنى للأجور ٨٤% حتى بات لبنان يوازي أفقر الدول ويأتي بعد أفغانستان وسيريلانكا وأنغولا وغامبيا واليمن وأثيوبيا وارتيريا والسودان؟

وعندما تتراجع عملتنا الوطنية وتفقد ٨٥% من قيمتها.

وعندما ترتفع أسعار المواد الغذائية بنسبة 114% وفق تقديرات صندوق النقد الدولي.

وعندما يصبح سعر كيلو البرتقال فوق الخمسة آلاف ليرة، وسعر ليتر زيت الطبخ 15 ألف ليرة، وقالب الجبنة المحلية بـ 25 الف ليرة، ودزينة زنود الست بـ٦٠ ألف ليرة، حسب مواقع التواصل الاجتماعي، ويتحوّل المواطن في الأسواق الى متفرّج لا يستطيع توفير مثل هذه المواد وغيرها لعائلته واللائحة تطول وتطول، ماذا ينفع المواطن ان تكون حكومته مؤلفة من 18 وزيراً أو خمسين أو ٢٤ وزيراً؟

وماذا ينتفع المواطن من أحجية التدقيق المالي الذي نسمع قرقعته من غير تنفيذ؟

وهل يسدّ اللبناني جوعته بتصريح نائب من هنا ووزير من هناك؟

وماذا بعد؟

لا حكومة في المدى المنظور! ولا أحد مستعجل الولادة الميمونة! ولا من يحاسب حيتان الفساد! ولا من يسأل عن فقد الأدوية في الصيدليات! ولا عن ازمة المحروقات، ولا عن المضاربين في سوق العملات الأجنبية على حساب العملة الوطنية! ولا عن ابتزاز المصارف على المودعين! ولا عن استرجاع المال المنهوب والمهرّب والضائع! ولا عن دولار واحد للمودعين المساكين!

لا تدقيق حالي في المصرف المركزي ولا في الوزارات والإدارات الرسمية، ولا جدية في إجراء مثل هذا التدقيق! ولا معالجة لتراجع السيولة ولا كابيتال كونترول!

ولا إجماع سياسياً لبنانياً على ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين.

ولا مساءلة من اجتهد في استنزاف خزينة الدولة عبر المشاريع الوهمية والالتزامات والعقود الملغومة!

ولا نتائج للتحقيقات الجارية لمعرفة خبايا انفجار المرفأ؟

بل تصريحات ومماحكات وجعدنات وثرثرات الطبقة السياسية التي فقدت أدنى إحساس بالمسؤولية، وهي كذبت وكذبت عندما ادّعت أنها مع التدقيق المالي، وبديهي ان لا تدين هذه الطبقة جرائمها.

والغريب لا بل العجيب ان يتحمّل الشعب اللبناني مثل هذا الكمّ الهائل من النكبات التي جعلته يشتهي الحدّ الأدنى من متطلبات العيش الكريم!

وربما سيشتري المواطن اللبناني الخبز بالرغيف وليس بالربطة إذا تواصل العهر السياسي على ما هو عليه…

*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى