الحدث

الأميركيون تركوا الأفغان يواجهون مصيرهم

طالبان: جهادنا سيستمر إلى أن نؤسس نظامًا إسلاميًا. وأسلحتنا جاهزة لضرب القوات المتبقية

ستيفاني فيندلي
سامي يوسفزاي
وكاترينا مانسون
(فايننشال تايمز)

انضم غول محمد إلى الجيش الأفغاني في عام 2016 عندما كان يبلغ من العمر 22 عامًا فقط. أراد أن يخدم أمته من خلال محاربة طالبان وكسب العيش الشريف من عمله كجندي.

لكن بعد أن وقعت الولايات المتحدة اتفاق سلام مع طالبان العام الماضي، شعر محمد باليأس بشكل متزايد حيث فقد الجيش أراض لصالح طالبان، وعانى من خسائر فادحة.

في ديسمبر، استسلم محمد لطالبان، وهو واحد من أربعة جنود في فرقته هربوا معا. وقال «قائدنا كان مهملاً بشأن حياة الجنود، كانوا يسرقون طعامنا ورواتبنا وينشروننا دون تخطيط. هذه الحرب بلا أخلاق، طالبان أقوى وهم متوحشون».

اليأس الذي يشعر به محمد مستوطن في جميع أنحاء أفغانستان بعد أن أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن خطط «لإنهاء الحرب الأبدية»، وسحب جميع القوات الأميركية وقوات الناتو من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر المقبل.

تغادر الولايات المتحدة أفغانستان في وقت تكون فيه حكومة كابول هشة، وتعاني من الفساد والخصومات الداخلية المسمومة. يقول البعض في طالبان إنهم واثقون من قدرتهم على إقامة إمارة إسلامية، وهو سيناريو يهدد بعكس جهود الولايات المتحدة لدعم التحول الديمقراطي وتحديث المجتمع الأفغاني.

فراغ في السلطة

وقال أحد قادة طالبان والحاكم السابق في شرق أفغانستان لهذه الصحيفة: «جهادنا سيستمر إلى أن نؤسس نظامًا إسلاميًا. أسلحتنا جاهزة لضرب القوات المتبقية في أفغانستان والنظام العميل في كابول».

ومع تراجع الولايات المتحدة، ينتظر جيران أفغانستان – باكستان وإيران وروسيا والصين – ملء فراغ السلطة، مما يثير التنافس بين القوى العظمى في المنطقة كما حدث في أواخر القرن التاسع عشر بين بريطانيا وروسيا.

يرى ساجان غوهيل، الخبير في شؤون جنوب آسيا بكلية لندن للاقتصاد، أن هناك أوجه تشابه مزعجة بين الانسحاب الأميركي الحالي والانسحاب السوفيتي قبل 30 عامًا.

بعد انهيار النظام السوفيتي، أصبحت أفغانستان ملاذاً للجهاديين من جميع أنحاء العالم: «لقد انهار بيت الورق. والمساحات الواسعة غير الخاضعة للسيطرة هي أعظم رصيد لازدهار التطرف».

يقول كريستوفر كوليندا، العقيد المتقاعد في الجيش الذي تفاوض مع طالبان: إن الولايات المتحدة لم يكن لها سوى القليل من النفوذ بعد سلسلة من «الفرص الضائعة» للخروج.

وحذر من أنه في ظل غياب نهج إقليمي شامل للسلام “يواصل جيران أفغانستان العبث فيها باستخدام وكلائهم وتصدير المشاكل الأمنية الى هناك”.

كان كريس ألكسندر، الدبلوماسي الكندي السابق، صريحًا بشأن عدم قيام الولايات المتحدة وحلفائها بمحاسبة باكستان على دورها في دعم طالبان من خلال تقديم التمويل والملاذ الآمن لقادتها.

ملاذ جديد

ولم تجرب الولايات المتحدة وحلفاء الناتو حتى الآن أفضل استراتيجية متاحة لإنهاء هذه الحرب، وهي فرض عقوبات على المسؤولين عنها في باكستان. وقال على تويتر، إنه «بوجود قوات دولية على الأرض أو بدونها، مطلوب عمل سياسي موحد لإنهاء حرب باكستان بالوكالة».

الأفغان يستعدون للمستقبل بدون الولايات المتحدة التي كانت تكبح جماح طالبان. يحاول الكثيرون الفرار إلى أوروبا أو البلدان المجاورة.

يقول غصن الدين فروتان، مدير إحدى منظمات التنمية الاجتماعية، إنه «بسبب تدهور الوضع الأمني وعمليات القتل المستهدف، أريد مغادرة البلاد، وأعرف كثيرين يريدون المغادرة».

يعتقد نهيد فريد، عضو البرلمان الأفغاني، أن حركة طالبان «تشجعت» بسبب الشرعية الدبلوماسية التي منحها إياها الاتفاق الذي وقعته مع الولايات المتحدة. فهي لم تقطع علاقاتها بالقاعدة. إذا كانت المهمة التي جاءت القوات الأميركية من أجلها هي مكافحة الإرهاب الدولي فإنها لم تنجز المهمة.

كما شكك قائد عسكري أميركي سابق في جدوى التزام إدارة بايدن بتقديم المساعدة لقوات الأمن القومي الأفغانية التي يبلغ قوامها 300 ألف فرد والتي قضت الولايات المتحدة سنوات في تدريبها وتجهيزها.

وقال: «من المتوقع أن تعيد الجماعات المتطرفة التي حاربتها الولايات المتحدة لسنوات، انشاء ملاذ جديد في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة الأفغانية في المستقبل».

ويخشى محمد من أن الجيش الأفغاني قد لا يكون قوياً بما يكفي. وأن «الأفغان -بدون القوات الأميركية والأجنبية، سيقتلون مثل الدجاج في محل جزارة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى