الحدث

الثورة نحو كُتلَة تغييريَّة تاريخيَّة أو “قوم تا أقعُد محلَّك”؟

ثورة 17 تشرين وتشكُّلاتُها في حالة إعادَة هَيكَلة نِقاشٌ عميقٌ يجري في ما بينها، تقارُباً أو تباعُداً حول الأولويَّات المُلِحَّة في زمن الانهياراتِ الكُبرَى. مصادر منخرطة في تطور الثورة تؤكد لـ”المركزيّة” أنَّ “هذه التشكُّلات بدأت تعمَلُ على صياغة أُطر أكثر تنظيماً وتماسُكاً ووضوحاً في التوجُّهات وحتَّى التخصُّص”. وقد يكُونُ هذا إشارة إلى مسار التحوُّل من حالة إعِتراضيَّة إلى تكوين بديل حُكُم بعيداً من طموحاتِ أيّ سُلطَة.

وتُضيفُ أنَّ “منظومة السُّلطَة تَعمَلُ، ومن ضمن غُرَفٍ سوداء لتسويقِ تصنيفٍ للثوَّار بتشكُّلاتِهم المتعدّدة يُجافي حقائق تلاقيهم على المبادئ الأساسيَّة في العَدَالة والسَّيادة والحوكمة والحياد، وذلك بهَدفِ إعادة إنتاج معسكرَين في الثَّورة لتستغل المنظومة كُلاً منهما بحسب خياراتِها، لكنَّ هذا لن ينجح”، وتستطرِدُ المصادر المنخرطة في تطوُّر ثورة 17 تشرين نحو حالة إعادة هيكلة تصوغُ فيها هذه القِوى مُعارَضة بنَّاءَة، بِحَسم: “نعلَمُ كُلّ الاختِراقات، بما فيها التي في صفوفِنا، وقد تكون هذه الاختِراقاتُ أحياناً أشبَه بقِصرِ نظَر وقِصرِ نَفَس إلى كونه اندِساساً خبيثاً، وهذا الأخير لا يُمكِنُ تجاهُلُه، وعِلمُنا بذلِك يؤهَّلُنا لتفادي أيّ منزلقاتٍ غير محسُوبَةِ النَّتائج”.

بالإستِنادِ إلى ما سَبَق يتساءَلُ بعضُ الرَّأي العامّ عن جدوى خيار بناء التشكُّلات الثَّوريَّة في تحالُفات وجبهات وائتِلافات، من باب أنَّ الحاجة لديناميّة مواجهةٍ سلميَّة على الأرَض مع المنظومة هي التي تُعطي مشروعيَّة للثَّورة أكثر، لتُجيب المصادر: “ما نحنُ بصدده معركة هادئة بمعنى الحاجة فيها إلى الصَّبر، وقاسِية بمعنى الحاجة فيها إلى تفادي الانفِعالات، والتَّركيز على التَّخطيط والمُثَابَرة. كان للأَرضِ دورٌ وسيبقى.. والآن دورٌ للكتلة التَّغييريَّة التَّاريخيَّة، والأرض وهذه الكُتلَة يتكاملان، على أن ترفُدُهما الدياسبورا بفِعلٍ مؤثَّر في عواصِم القرار”.

وتختمُ المصادر عينها لـ”المركزية” بالتأكيد أنَّ “خطر (قوم تا أقُعد محلّك) يوازي خطر تعويم المنظومة، والخطران سيتمّ التصدّي لهُما بما قد يُفاجىءُ ملتزميهما في بعضِ الدَّاخل وبعض الخارج”.

ما تُعايشُه تشكُّلات قوى 17 تشرين صحيٌّ في المقاربة التَّاريخيَّة للثَّورة …فماذا ينتظِرُ اللُّبنانيُّون هذا الأُسبوع مع استعِداداتٍ دقيقَّة لانطِلاق الائتِلاف المدني اللُّبناني الذي يَظهَرُ أنَّ ثمَّة اندِفاعاً في ما بين مكوَّناتِه لبناء كتلة تغييريَّة تاريخيَّة أكثر منه انسِياقاً لحلفٍ انتِخابيّ ظرفيّ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى