الحدث

السعودية مرآة للفساد والانحراف

العهد

الانفصام التامّ عن الواقع يحكم سياسة السعودية الداخلية والخارجية. في المملكة، يئنّ المواطنون جراء تدهور أحوالهم الإنسانية والاقتصادية والحقوقية، وفي الدول الأخرى تشكو الشعوب من عدوانيّة وظلامة أمراء بني سعود. الفساد السعودي يعمّ المعمورة أينما حلّ شرقًا أو غربًا، من التغرير بشبابه واستخدامهم كمتفجّرات متنقّلة بين البلدان ناشرًا أفكار التطرّف والضلالة والإرهاب والتكفير، الى حصار المستضعفين ومن لا يخضعون لبطشه.

بعد استنفاد كلّ أساليب الضغط والتضييق، سحبت الرياض سلاح التجويع. حظرت استيراد المنتجات الزراعيّة اللبنانيّة بحجة تهريب المخدرات. أمام هذا القرار، اتفق العالم أجمع على الاستهزاء بذريعة القرار السعودي. “أسمع كلامك أصدقك أشوف أفعالك أتعجب”، هي العبارة التي تنطبق على السلطات هناك. لا مكان لاستغفال الآخرين. عند استعادة أخبار التوقيفات الأمنية وانحراف السعوديين في لبنان لا تحضر أمامنا سوى صور تسليم وتسلّم لمواد مخدرة أدمنها أمراء المملكة الفاجرون ممّن عاشوا في بيروت أو زاروها، فكانوا سوقًا لتصريف الممنوعات وتعزيز تجارتها.

يكشف محضر تحقيق في مباحث الباحة بعضًا من وقائع تهريب الأمراء السعوديين للمخدرات من لبنان إلى داخل المملكة. عند الغوص في تفاصيل القضية، يتبيّن أن الموقوف ثائر بن مزيد ماجد رستم، سوري الجنسية، كان يعمل في الرياض لصالح عدد من الأمراء، ثمّ توطّدت العلاقة معهم فبات يدهم اليمنى وصندوقهم الأسود الذي يوفّر لهم مؤونة “الإدمان”، تتراوح بين الحشيش والحبوب المهدئة والكوكايين والمسكرات.

عمل ثائر رستم لدى الأميرة نورة بنت محمد بن سعود بن عبد العزيز، وابنيْها الأميريْن تركي بن نواف وعبد العزيز بن نواف، وكان الوسيلة التي تمدّهم ورفاقهم في قصرهم بأنواع المخدرات على اختلافها ولا سيّما أثناء إقامتهم لحفلات ماجنة. في التحقيق يظهر بوضوح أن هؤلاء كانوا يستخدمون وإيّاه المخدرات للاستخدام الشخصي، بعد أن يتسلّمها من التجار في الرياض ويعمل على ترويجها أيضًا في أوساط الشباب بدءًا من عام 2005.

وفي التحقيق أيضًا، يتبيّن أن علاقات واسعة ومتشعّبة تربطه بتجار مخدرات وأمراء آخرين، ومنهم أميرة تدعى لولوة بنت نواف بن عبد الله بن سعود بن عبد العزيز التي تتعاطى مادة الحشيش.

اللافت في محضر التحقيق، أن ثائر رستم طلب من الأميرة نوره بنت سعود بن عبد الله بن عبد الرحمن عندما كانت في بيروت إدخال كمية من الكوكايين وتهريب حبوب مهدئة بالحقائب.

كذلك يتضمّن المحضر روايات لسلوكيات رديئة للأمراء والأميرات أثناء وجودهم للسياحة في لبنان. مشهد أخلاقي فاسد لأمراء وليس لمواطنين عاديين من المملكة، يُقدَّمون على أنهم الطبقة المتعلّمة والمثقّفة، غير أنها ليست سوى مرآة للشذوذ والفجور والخلاعة الانحراف، ويحدّثونكم عن الطهارة والاستقامة!

تحقيق سارة (2)(2) (1)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى