الحدث

“المحور” بحاجة ماسة لموارد مالية… العزل او التغيير؟!

“ليبانون ديبايت” – بولس عيسى

قالت أوساط سياسية متابعة، إن مسألة تهريب المخدّرات وبكل أنواعها، تكثّفت لدى محور الممانعة في ظل تعرّضه للحصار الدولي الكبير عبر العقوبات والتضييق المالي. ولم تقف المسألة فقط عند التهريب، وإنما تجاوزته إلى التصنيع بكميات ضخمة جداً، باعتبار أن هذا المحور أصبح بحاجة ماسة لموارد مالية، حيث وجد أنه عن طريق المخدرات، يمكنه التعويض بشكل أو بآخر عن الشحّ المالي الذي يعاني منه جراء العقوبات التي تُفرض عليه.

ولفتت الأوساط، إلى أن هذا هو التفسير الوحيد للكميات الضخمة التي ضبطت مؤخراً، كما التي يتم تصنيعها من قبل هذا الفريق، الذي رأى أن لبنان، وانطلاقاً من علاقاته الخليجية التجارية، وخصوصاً مع المملكة العربية السعودية، يمكن أن يُستخدم من أجل تمرير هذه الكميات وتهريبها، علّه لا يتم ضبطها، وبالتالي، إن دلّ هذا الأمر على شيء، فعلى أن هذا الفريق لا يتورّع عن التضحية بكل شيء في سبيل مشروعه الذي يضرب كل الدول التي يتواجد فيها، وينعكس سلباً على أوضاعها.

ورأت الأوساط، أن توقيت ضبط هذه الشحنات جاء في لحظة كُشف فيها عن مفاوضات سرية بعيدة عن الأضواء تجري ما بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية في إيران، الأمر الذي يؤكد أن هذا الفريق، وعلى الرغم من بداية مفاوضات بالطبع سيكون طريقها شاق وطويل، لا يزال يستخدم الأساليب نفسها في المواجهة، وهو يفاوض تحت الطاولة ويواصل عمله التخريبي من وراء الكواليس، ولا يأخذ في الإعتبار الأضرار التي سبّبها ويسبّبها لدولة كلبنان، لجهة وضعها الهشّ أساساً على الصعيد المالي، كما على المستويات الإقتصادية والمعيشية والإجتماعية، فجاء ليقطّع أوصالها التي كانت شبه مقطوعة أساساً، مع الدول العربية عموماً والخليجية منها خصوصاً، كما مع الدول الغربية.

وشدّدت هذه الأوساط، على أن العمل الذي يقوم به محور الممانعة، يؤكد أن لبنان لا يمكنه أن يستمر على هذا المنوال، وهذه الجريمة التي ارتُكبت، أكّدت المؤكد، لجهة أن لبنان لا يُستخدم فقط من قبل محور الممانعة لإطلاق المواقف السياسية ضد الدول العربية والغربية، كما أنه لا يُستخدم فقط لتدريب شبكات وخلايا أمنية هدفها الأساس هزّ وضرب الإستقرار في الدول العربية، وإنما كممرّ لشبكات المخدرات والتهريب، الأمر الذي زاد في قناعة المجتمع الدولي، في أن لبنان أصبح بوضعه الحالي يشكّل خطراً كبيراً على دول المنطقة والعالم، في حال بقي ممرّاً ومستقرّاً لتنظيمات تستخدم أراضيه، إن لتدريب الخلايا الأمنية أو لتهريب المخدرات.

وأكّدت الأوساط، أن المجتمع الدولي بات على قناعة بأنه إمّا يجب عزل لبنان نهائياً عن العالم من أجل وضع حدّ لهذا التصدير للإرهاب أو للمخدرات، وإمّا يجب الذهاب فوراً نحو تغيير الواقع السلطوي في لبنان منعاً لتحوّله منطلقاً لأعمال من هذا النوع تنعكس سلباً على دول العالم.

ما حصل، وفق الأوساط، سيُسرّع في القرار الدولي لوضع حدّ للواقع الراهن في لبنان، الذي أصبح مصدراً لنشر وتعميم الخلايا الأمنية والمخدرات، وبالتالي، باتت هناك قناعة شبه راسخة لدى هذا المجتمع بما عليه فعله إزاء هذا الواقع، وهو الذهاب باتجاه مزيد من الإنغلاق على لبنان، مما يعني أن وتيرة التراجع ستكون سريعة، الأمر الذي يؤشّر إلى أن الإنفجار الإجتماعي أصبح وشيكاً، وإمّا أن يذهب باتجاه المساعدة على إنهاء الوضع الراهن في لبنان، عبر رفع اليد عنه، باعتبار أن وضعيّته أصبحت تشكل خطراً كبيراً على المجتمعين الدولي والعربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى