تحقيقات - ملفات

فضيحتا السعودية واليونان: لبنان في “عهد” المصائب اليومية

البخاري: تهريب المخدرات يكشف حجم التحدي الذي تواجهه السعودية من شبكات الإجرام (علي علوش)

في المشهد اللبناني، تهريب حبوب أمفيتامين إلى السعودية وأطنان من حشيشة الكيف إلى سلوفياكيا تم ضبطها في اليونان، وصفقة أخرى لتهريب الأغنام. وبقي اليوم القرار السعودي، الصادر أمس بمنع دخول الخضروات والفواكه اللبنانية إلى أراضيها قبل اتخاذ ضمانات بالمراقبة ومنع تهريب الممنوعات فيها، من الملفات الأساسية التي شهدتها الساحة اللبنانية. خصوصاً أنّ الأخبار المتلاحقة من اليونان كرّست واقع فلتان الحدود وعجز السلطة اللبنانية عن ضبط صادراتها وعمليات تهريب المخدرات. إذ أعلنت السلطات اليونانية عن ضبط 4 أطنان من مخدر الحشيش مخبأة بشحنة آلات لصنع الحلوى متجهة من لبنان لسلوفاكيا. وذكرت السلطات اليونان أنّ ضبط شحنة المخدرات القادمة من لبنان لسلوفاكيا تمّ بعد معلومات من الجانب الأميركي، كما تلقّت مساعدة من السعودية. وتقدّر القيمة السوقية لشحنة المخدرات المضبوطة بـ 33 مليون يورو.
وفي هذا الإطار، دعا رئيس الجمهورية ميشال عون إلى اجتماع ظهر بعد غد الإثنين لبحث ملابسات القرار السعودي ومعالجة تداعياته.
البخاري: قرار أمني
وفي أول تعليق سعودي على القرار بمنع دخول المواد الزراعية اللبنانية إلى الأراضي السعودية أو المرور فيها، قال سفير المملكة في لبنان وليد البخاري إن “دوافع القرار السعودي أمنية في المقام الأول وتهدف للحفاظ على سلامة وأمن المملكة العربية السعودية ومواطنيها والمقيمين فيها”. وأضاف البخاري في تصريحات لوسائل إعلامية أنّ “تهريب المخدرات إلى المملكة وترويجها، يكشف عن حجم التحدي الذي تواجهه السعودية من شبكات الإجرام المحلية والدولية”.

كبّارة: يد من حديد
أما سفير لبنان في السعودية، فوزي كبّارة، فقال من جهته إنه “تم الطلب من السلطات اللبنانية المختصة اتخاذ إجراءات أمنية لمعالجة الموضوع بالضرب بيد من حديد لوقف هذه المهزلة وإنزال أشد العقوبات على المهربين والتشدّد في ضبط الحدود، وملاحقة مصانع المخدرات”. وأعاد كبّارة التأكيد على ضرورة “تقديم ضمانات للسلطات السعودية في أقرب وقت ممكن بمنع تكراره في المستقبل كي تتم إعادة النظر في هذا القرار وتجنُّب أن يصيب منتوجات أخرى”، مشدداً على أنّ في معالجة مسائل التهريب “سبيل للحفاظ على سمعة لبنان واللبنانيين الأبرياء وعلى أفضل العلاقات بين لبنان والسعودية”.

جعجع: إنجاز للعهد
ومن هذا الباب، شنّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع هجوماً على العهد مشيراً إلى أنّ ‏‏”إنجازاً جديداً اليوم للعهد القوي وحلفائه، إذ تمكنوا من حرمان المزارعين اللبنانيين من سوق ‏أساسي وحيوي لمنتجاتهم، وذلك بسبب تغطية أفرقاء من المجموعة الحاكمة لتجارة الممنوعات، ‏كما بسبب تقاعس الإدارات والأجهزة اللبنانية المعنية بهذا الأمر للأسباب المعروفة”. واعتبر جعجع في بيان صادر عنه أنّه “أصبح أكيداً ‏وواضحاً أنّ كل يوم تستمر فيه هذه المجموعة الحاكمة وهذا العهد القوي سيحمل معه مصيبة ‏جديدة تقع على رؤوس اللبنانيين، وبات واضحاً فشل المجموعة الحاكمة الحالية ‏وإفسادها وسعيها إلى مصالحها الخاصة البحتة على حساب مصالح اللبنانيين أجمعين”. خاتماً بالتشديد على أنّ “لا ‏خلاص لنا من مصيبة جديدة كل يوم إلا بالتخلص من هذه المجموعة الحاكمة”.

قرار صهيو-أميركي
ووسط صمت مستمرّ لوزير الزراعة وانشغاله بمكافحة أسراب الجراد، ‏علّق ووزير الصناعة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، على آخر المستجدات في هذا الملف، فغرّد على توتير قائلاً إنه “يجب الكشف عن المتورطين بتصدير المخدرات في شحنات الفاكهة (وغيرها) والاعلان عن أسمائهم وملاحقتهم باسرع وقت ممكن… القصة ما بدها أشهر”. في حين اعتبر رئيس اتحاد نقابات المزارعين في ​لبنان​ جهاد بلوق أن “الاجراء السعودي تعسفي وظالم” معتبراً أنّ “وقف تصدير الانتاج الزراعي إليها أو عبرها، لا ينمّ إلا عن كيدية سياسية وتكذيب للادعاءات لحرص السعودية على لبنان ومصالحه، بل هي تقوم بمهمتها من ضمن المخطط الخبيث القاضي بمحاصرة لبنان وتركيعه، وهي التي صارت راس حربة المشروع الصهيو-أميركي في المنطقة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى