تحقيقات - ملفات

موسم الحج الى روسيا… جنبلاط وباسيل بعد حزب الله والحريري

رضوان الذيب-الديار

موسكو تحترم الخصوصية الفرنسية تجاه لبنان وتدعم مُبادرتها

الحرب بين عون وبري شاملة.. وبين الحريري وباسيل من دون مُحرّمات

موسم الحج اللبناني إلى موسكو استهل بزيارة نوعية لوفد حزب الله بدعوة رسمية من الحكومة وتلتها زيارة للرئيس المكلف سعد الحريري بناء على طلبه، ومن المؤكد ان سبحة الزيارات ستتوسع لتشمل وليد جنبلاط و جبران باسيل عبر دعوتين رسميتين وكذلك ستوجه الدعوات لشخصيات سياسية، لكن ذلك لا يعني وجود مبادرة روسية مستقلة لحل الملف الحكومي بمعزل عن المبادرة الفرنسية كون جهود موسكو تتلاقى مع روحية ودعم المبادرة الفرنسية لتاليف حكومة إصلاحات تضم الجميع برئاسة الحريري.

وحسب المعلومات، فإن روسيا ستعمل على خلق مناخات الثقة بين الأطراف اللبنانية وستسعى لتقريب المسافات بين الحريري وباسيل تحديدا وباقي الأطراف، لكن المعلومات تنفي ما سرب من سعي روسي لجمع الرجلين في موسكو او عقد طاولة للاطراف اللبنانيين في بطرسبورغ جراء علاقات روسيا الحميمية مع الجميع من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار والوسطيين وصولا إلى كل المهتمين بالشان اللبناني العام والأرثوذكسي بشكل خاص، وما ينطبق على الاحزاب اللبنانية يشمل أيضا دول المنطقة حيث علاقات موسكو مميزة مع الرياض والإمارات ومسقط والبحرين والعراق وإيران والاردن ولبنان وصولا إلى إسرائيل وتركيا وقبرص واليونان، وتبقى العلاقة التكاملية مع سوريا «مضرب مثل» كما تحافظ موسكو على علاقة جيدة مع فرنسا، وبوتين أبلغ ماكرون شخصيا دعمه لمبادرته الفرنسية واحترام الخصوصية بين بيروت وباريس، وهذه البراعة في الدبلوماسية الروسية جعلتها تتفوق دبلوماسيا على الجميع، وتقمص لافروف حقبة اندريه غروَميكو السوفياتي وحنكته في إدارة السياسات الخارجية وتفوق عليه احيانا.

وحسب المعلومات، انه لأول مرة في التاريخ القديم والحديث يكون هناك إجماع على الدور الروسي في المنطقة، وهذا ما يجعل موسكو لاعبا اساسيا في رسم سياسات المنطقة وتحديدا في الملف الأساسي الذي يشغل العالم النفط والغاز، خصوصا ان موسكو تملك اهم موانئ على الشاطئ السوري واستاجرتها باتفاقات مع الدولة السورية لـ ٩٩ عاما، وباتت اراضي روسية، حيث تشهد هذه الموانئ اهم عملية تحديث وتوسيع وسيكون لها دور متقدم في حركة التجارة العالمية، كما أن روسيا اكتشفت اهم واكبر آبار النفط في العالم مقابل اللاذقية والإنتاج سيبدأ أواخر الصيف، كما ان إعادة الأعمار في سوريا ستمر عبر الشركات الروسية مما يجعل الدول العربية والاوروبية تلهث وراء موسكو لأخذ حصة في السوق السوري.

وحسب المعلومات، ان روسيا ورغم هذا الدور المتقدم لن تستفز باريس بالدخول كلاعب محوري في لبنان على حساب الدور الفرنسي بل ستكون مسهلا له، لكن الطامة الأساسية تكمن في أن الأطراف اللبنانية لا تساعد موسكو وفرنسا على الحل ولاتسهل الاتصالات مطلقا للوصول إلى التسوية، وكل طرف لبناني يحاول جر هذه الدولة وتلك إلى ملعبه واستخدامها كورقة في لعبته الداخلية، وقد وصلت سذاجة بعض السياسيين إلى الاعتقاد بأن موسكو وفرنسا ورقتان في جيوب السياسيين اللبنانيين، هذا لفرنسا وذاك لروسيا والآخر لاميركا، وهذا ما جعل القناعة راسخة عند كل اللاعبين في الملف اللبناني استحالة بناء بلد مع هذه الطبقة السياسية جراء الخلافات الشخصية بينهم، واذا قال َميشال عون «البحر مالح» سيرد بري «لا البحر حلو» وبالعكس، وإذا قال باسيل «الحكومة ١٨» سيرد الحريري «لا الحكومة ٢٠» وبالتالي فإن الحرب بين عون وبري شاملة وبين الحريري وباسيل من دون محرمات «وهلم جرا»، وهذا ما يؤكد ان الخلافات مجرد نكايات شخصية لا أكثر والذين ببررون مواقفهم بازدهار لبنان والحرص عليه عليهم أن يدركوا أن سياساتهم «لن تبقي لبنانيا واحدا واقفا على رجليه» وطالما بقيت هذه العقلية من دون محاسبة فلا حكومة ولا قيامة حيث لا اتعاظ ولا تسامح في هذه الأيام الفضيلة، واذا لم يتوافر «الكرباج» لا حلول ولا من يحزنون في هذا البلد والتجارب واضحة منذ الاستقلال مع عبد الناصر والروس والأميركيين وحلف بغداد والفلسطينيين عام ٧٥ والسوريين عام ٧٧ والاسرائيليين عام ٨٢ والسوريين والأميركيين والسعوديين في الـ٩٠ والعرب في ٢٠٠٨، وإذا لم يتجاوب بعض الداخل مع المبادرة الفرنسية فإن أبواب الفرج «مسكرة « إلى ما شاء الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى