الحدث

بري يُدير مُحرّكاته لـ «تعويم الحريري»!

جويل بو يونس-الديار

العين الفرنسية على «المستشارين»!

ما ان حط وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان في باريس آتيا من بيروت حيث انهى «زيارة اليومين» التي اثارت اكثر من علامة استفهام حول هدفها الاساس ونتائجها السلبية، لحد ان البعض وصفها بزيارة «رفع العتب»ولزوم ما لا يلزم، حتى سارت معلومات عن توجه الرئيس الفرنسي لتوجيه دعوة للقيادات اللبنانية لعقد مؤتمر بياريس لحل الازمة اللبنانية، الا ان مصادر مطلعة على الجو الباريسي اكدت انه حتى اللحظة لا اجواء توحي باي توجه في هذا الاطار، علما ان هذه المصادر لم تستبعد امكان اللجوء لهكذا خطوة في محاولة اخيرة من فرنسا لنجاحها في لبنان.

وبالانتظار، فقد تكون زيارة لودريان العاجلة والذي هز خلالها «عصا العقوبات» ادت غرضها داخليا لناحية دفع المعنيين باتجاه محاولة اعادة نوع من الحرارة لبرودة المفاوضات الحكومية وسط معلومات عن ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبعد بدء الحديث عن امكان اعتذار الحريري او اعتكافه، وخوفا من ان تصل الامور لهذا الحد، اعاد بعض الشيء ادارة محركاته على خط حزب الله – الحريري انطلاقا من قاعدة مفادها : فلننطلق من حيث وصلنا لا عبر الرجوع الى الخلف، اي من حكومة 24 وزيرا لا ثلث فيها لاحد، على ان يعمل على حل عقدتي «العدل» و «الداخلية» والوزيرين المسيحيين المتبقيين خارج اطار حصة رئيس الجمهورية، وهو يحاول من خلال مسعاه الذي تصفه اوساط مطلعة بانه «اعادة تعويم للحريري اكثر منه مبادرة»، ان يؤمن لقاء بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف.

وفهم من بعض المصادر بان بري تواصل مع حزب الله لمحاولة جس نبض رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، كما تواصل مع الرئيس المكلف، الا ان اية اجابة على خط الطرفين لم تأت بعد، لا بل ان البعض تحدث عن اجواء غير ايجابية.

وفي هذا السياق، وعلى عكس ما ذكر من ان «وسطاء» عادوا ليحركوا ملف التأليف، والمقصود بهم مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، فقد اكدت مصادر مقربة من ابراهيم بان هذه المعطيات غير دقيقة، مشددة على ان اللواء لم يدخل على هذا الخط من جديد.

اما ما حكي عن اجتماعات وزيارات سجلت في الايام الماضية قام بها كل من النائبين علي حسن ‏خليل ووائل ابو فاعور، فكشفت مصادر اشتراكية مطلعة على جو ابو فاعور، بان كل ما في الامر ان عشاء جمعه منذ يومين بمستشار الحريري غطاس خوري، لكن اتى من منطلق الصداقة ولم يدخل بتفاصيل الازمة الحكومية.

وبالتالي تؤكد اوساط مطلعة على جو بعبدا بان لا شيء عمليا بعد، ولو ان هناك بعض المحاولات لمعرفة امكانية تحريك الجمود، الا ان الاتصالات لا تزال في بداياتها، بحسب المصادر، التي تقر بان هناك جوا بوجوب تحريك الملف الحكومي، وبالتالي الخروج من الجمود، ولو ان لا شيء واضحا بعد.

اما على خط الحريري الذي تؤكد مصادر مقربة منه، انه لا يزال معتصما بالصمت حيال كل ما يحصل، فيفيد بعض من التقاه بالساعات الماضية بان الاخير بحال ضياع، اذ انه امام فريق منقسم الى قسمين : الاول ينصحه بالاعتذار ورمي كرة النار والمسؤولية على العهد، والثاني يحذره من ان الاعتذار لانه خيار خاطئ، حتى ان بعض الاوساط تكشف ان الحريري يقول امام البعض ما مفاده «ما فيي كفّي»، فيما يقول امام البعض الاخر بانه «لن يترك البلد لجبران»، وبالتالي فمسألة امكان اقدامه على الاعتذار خطوة غير محسومة بعد، علما ان بعض المصادر ترجح ان يخرج الحريري عن صمته بعد عيد الفطر.

الا ان مسألة اعتذار الحريري حسمتها مصادر مطلعة على جو حزب الله التي قالت: «ما في اعتذار»، ما يؤشر الى ان حزب الله لا يزال متمسكا بالحريري .

وبانتظار ما قد تنتج عنه «الاتصالات الخجولة» التي بدأت على الخط الحكومي، فلا تزال الانظار تتوجه الى ما يمكن ان تصدره فرنسا من عقوبات واجراءات متشددة بحق معطلي التأليف، علما ان اوساطا بارزة مطلعة على الجو الفرنسي كشفت ان باريس باتت في حال من الاحراج بعدما ايقنت انه يصعب عليها فرض عقوبات او اجراءات على قيادات صف اول باعتبار ان الرئيس نبيه بري هو رئيس مجلس نواب وسعد الحريري رئيس مكلف، وبالتالي لا يبقى الا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يعتبر الوحيد الذي ابدى انفتاحا وتسهيلا لدى طرح فكرة لقائه مع الحريري بباريس، عدا عن انه في حال فرض عليه اي اجراء، فهويكون فرض فقط على طرف مسيحي ، وبالتالي، يبدو ان الاتجاه هو لاجراءات مشددة تطال مستشارين لهؤلاء القيادات، وعلم هنا، ان مختلف المستشارين سواء في بعبدا او عين التينة او بيت الوسط في دائرة علامات الاستفهام الفرنسية.

وهنا كشفت بعض المعلومات، عن ان باريس حاولت بعدما تأكدت ان امكان فرض عقوبات اوروبية غير «متوفر النصاب»، ان تعمل على خط عقوبات فرنسية – بريطانية – اميركية، اي تكون شاملة 3 دول هي الى فرنسا بريطانيا والولايات المتحدة الا انها لم تنجح ايضا.

وبانتظار ما قد تنتج عنه حركة الداخل، تترقب الاوساط الزيارة المتوقعة للرئيس الفرنسي الى السعودية والتي قيل انها باتت قريبة، وهنا تعلق مصادر مطلعة على جو 8 آذار على المشهد الداخلي بالقول: «لا خرق متوقعا بالمدى المنظور»!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى