الحدث

بويز لـ “ليبانون ديبايت”: روسيا هي “المايسترو” اليوم

“ليبانون ديبايت” – فادي عيد

في معرض قراءته لتحوّلات المشهد الإقليمي بنتيجة ما تشهده الساحة السورية على الصعيدين السياسي والعسكري، يتحدّث الوزير والنائب السابق فارس بويز، عن مرحلة جديدة بدأ الإعداد لها انطلاقاً من سوريا، حيث “المايسترو” الوحيد اليوم هو روسيا، التي تعمل على الإمساك بمفاصل الوضع برمّته، رافضة أي شراكة مع أي طرف غير النظام السوري.

وبالتالي، وبعد ارتفاع وتيرة الغارات الإسرائيلية على مواقع تابعة لقوى موالية لإيران في سوريا، يرى بويز، أن المعادلة القائمة اليوم تتعرّض للتغيير، خصوصاً في ظل الإستياء الروسي من حركة مرور المواكب العسكرية والأسلحة “الإيرانية” قرب قواعد قواتها في منطقة حميميم وطرطوس، والتي تشكل هدفاً دائماً للغارات الإسرائيلية على نقاط قريبة من المواقع العسكرية الروسية، ما يتسبّب بحال من التوتر بين روسيا وإسرائيل، وينذر بنشوب حرب بينهما.

وكشف أن موسكو ترفض هذا الواقع، وتسعى إلى تقليص النفوذ الإيراني في سوريا، حيث أطلقت دينامية سياسية باتجاه الدول العربية لجهة العمل على فتح الخطوط وإعادة ترميم العلاقات بين دول الخليج ودمشق.

وفي السياق نفسه، لفت الوزير السابق بويز، إلى أن الوضع بات دقيقاً على صعيد العلاقة ما بين النظام السوري وإيران، حيث أن دمشق تشعر أن “حزب الله” وطهران يتعاملان معها بفوقية، انطلاقاً من أنهما قد أنقذا النظام من السقوط، بينما في المقابل، لا تزال الذهنية السورية على حالها كما كانت في التسعينات.

وفي الإطار عينه، أشار بويز، إلى أن روسيا تسعى إلى فتح نقاش مع الرئيس بشار الأسد حول تقليص النفوذ الإيراني، مقابل حصوله على اعتراف غربي ببقائه في الرئاسة من كل من أميركا وإسرائيل، وعلى هذه الخلفية يأتي الكلام الغربي الإيجابي عن أهمية بقاء الرئيس السوري في موقعه، كذلك، وعدت موسكو دمشق بأن تسعى مع إسرائيل للطلب من واشنطن الضغط على دول الخليج كي تقوم بإعادة إعمار سوريا. وبالتالي، فإن موسكو تريد من دول الخليج تمويل إعادة إعمار سوريا.

ومن شأن هذا الواقع أن ينسجم مع المناخ العربي الذاهب نحو التطبيع مع إسرائيل، حيث أن دمشق باتت على قناعة أنها، وعلى الرغم من تزعّمها في مرحلة سابقة للممانعة والمقاومة ضد إسرائيل، فهي تعرّضت للهجوم والتهميش من قبل غالبية الدول العربية، كما من الحركات المقاومة لإسرائيل. وركّز على أن موسكو ترمي إلى تحقيق أكثر من هدف في حراكها تحت عنوان التخفيف من الدور الإيراني في سوريا، إذ أنها ستصبح الطرف الوحيد على هذه الساحة، وستتمكن من تفادي أية توتّرات مع إسرائيل، كما أنها ستستفيد من عودة الإعمار في سوريا من خلال الأموال الخليجية، خصوصاً وأن شركات روسية كبرى تستعدّ لتولّي هذه العملية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى