تحقيقات - ملفات

عون لماكرون : مُتمسّكون بمبادرتكم وبالدستور والميثاق !

جويل بو يونس-الديار

فرنسا تحـيّد بكــركــي وكليمنصو وتفـكـر بصفحة حكومية جديـدة !

جنبلاط مُتمسّك بالتسوية ويــؤكد ضرورة التواصل مع الجميع !

فيما لا تزال السياسة في عطلة العيد، مشهد وحيد يتيم خرق الجمود السياسي القاتل وتمثل بالرسالة التي بعث بها رئيس الجمهورية ميشال عون عبر السفيرة الفرنسية ان غريو الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

في العلن قليل جدا ما سرّب عن مضمون الرسالة، اذ اكتفى مكتب الاعلام في القصر الجمهوري بالاشارة الى ان الرسالة تتناول العلاقات اللبنانية الفرنسية والتطورات الاخيرة.

هذا الاقتضاب بالتسريب والتكتم الشديد اصرّت مصادر مطلعة على جو بعبدا ان تُبقي عليه، معتبرة انه لا يجوز بروتوكوليا ان يفسح عن مضمون هكذا رسالة قبل ان تصل مباشرة ويستلمها صاحب العلاقة اي الرئيس الفرنسي الذي باتت ملكا له!

لكن ورغم التكتم، لفتت مصادر مطلعة من خارج اطار بعبدا، الى ان الرسالة اتت بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى بيروت ومتصلة بالتطورات المتعلقة بالملف الحكومي ولاسيما بضوء ما يحكى عن عقوبات واجراءات فرنسية بحق معرقلي تشكيل الحكومة اللبنانية، كاشفة ان عون حرص في سطور الرسالة على التأكيد على تمسكه ودعمه للمبادرة الفرنسية التي لا تزال قائمة وعلى كل بنودها من الحكومة الى التدقيق الجنائي، كما تمنى بحسب المصادر ان تكمل باريس في جهودها، مشددا في الوقت نفسه ودائما بحسب المصادر على التمسك بوجوب الحفاظ على مقتضيات ومستلزمات الدستور اللبناني والميثاق الوطني.

هذا في لبنان اما في فرنسا، فاشارت مصادر باريسية الى ان اكثر من مسؤول في «الاليزيه» رفض التعليق على رسالة عون لماكرون، معتبرين ان الرسالة اتت من طرف لبناني وهو مخول الكشف عنها، وفي هذا السياق، ترجح اوساط بارزة ان يتم شرح مضمون الرسالة ببيان يخرج عن بعبدا، لكن بالاتفاق مع «الاليزيه» اذا اراد الاخير ذلك.

وبالعودة الى المصادر الباريسية، فقد كشفت عن خطوات فرنسية سيعلن عنها حول لبنان إما الاسبوع الحالي او المقبل، وهي تأتي كتكملة لزيارة لودريان الى بيروت.

وبالانتظار، فالاكيد ان فرنسا تحاول بذل كل ما بوسعها لاحداث خرق على الساحة اللبنانية منعا للفشل في لبنان، ولهذه الغاية وبخطوة اتت استدراكا فرنسيا لعدم زيارة لودريان الصرح البطريركي، فقد شهد الاخير زيارة للسفيرة الفرنسية التي اجتمعت مع البطريرك الراعي مبدية بحسب المعلومات تقدير باريس للجهود التي يبذلها غبطته لتذليل العقبات التي تحول دون ولادة الحكومة.

الى بكركي اضافت السفيرة الفرنسية مقرا آخر في اطار زياراتها اذ لفتت زيارتها الى كليمنصو حيث التقت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على مدى ساعة من الوقت. لقاء كليمنصو اتى بحسب المعلومات، بعدما طلبت غريو موعدا لذلك، وهي ارادت كما كشفت مصادر اشتراكية بارزة عبر زيارتها لكل من بكركي وكليمنصو ان تحيّد هاتين الشخصيتين اي الراعي وجنبلاط عن التعميم بمسؤوليات العرقلة الذي خرج به لودريان بعد زيارته بيروت، وبالتالي فالاكيد بحسب اوساط بارزة ان اي عقوبات محتملة على مسؤولين او مستشارين في لبنان لن تشمل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي.

هذا في الشكل، اما في مضمون لقاء كليمنصو ، فاكدت مصادر مطلعة على جوه، بأن البحث اكد على رغبة فرنسية بكيفية احداث خرق فرنسي وفتح صفحة حكومية جديدة!

وفي هذا الاطار، كشفت المصادر ان النقاش تناول نقطتين اساسيتين: الاولى حرص جنبلاط على التمسك بالتسوية، وهو جدد للسفيرة الفرنسية التأكيد على ذلك، ولفت الى أنه إذا كانت خطوة جيدة التحدث مع المجتمع المدني لا بد للدور الفرنسي أن يحافظ على تفعيل التواصل مع الجميع ولاسيما المرجعيتين المعنيتين بتشكيل الحكومة: عون والحريري!، مشددا على ضرورة استنفاد كل الخيارات المتاحة، وبعد ذلك يمكن التفكير بفتح صفحة حكومية جديدة.

حرص جنبلاط يأتي بحسب ما كشفت المصادر انطلاقا من إيمانه بان التسوية الداخلية هي وحدها المطلوبة، ولاسيما في هذه اللحظة بالذات على وقع التسويات الكبرى في المنطقة والحرب في غزة، وهو أي جنبلاط مقتنع بضرورة «تشكيل حكومة وحل الازمة السياسية في لبنان قبل ما ترجع تولع عنا»! كما ان كلامه امام السفيرة الفرنسية اتى ايضا اقتناعا منه بان اي خيار بديلة لا تزال غير متاحة ولن تنتج حلولا سريعة.

فهل تترجم رغبة فرنسا بمحاولتها فتح صفحة حكومية جديدة في لبنان بجس نبض لامكان جمع القيادات اللبنانية على طاولة باريس، لاسيما ان المعلومات تفيد بأن هذا الخيار هو ضمن الخيارات المحتملة لكن لا شيء نهائيا بعد.

على اي حال وبانتظار ما قد تكشف عنه فرنسا لبنانيا بالايام المقبلة، فبعد الكلام عن امكان ان يكون الرئيس نجيب ميقاتي هو البديل عن الحريري ومسارعة المعنيين المقربين الى ميقاتي لنفي ما سرب، تتوجه الانظار الى كل من بعبدا وبيت الوسط حيث قيل بان موقفا لافتا قد يصدر عن الرئيس المكلف سعد الحريري بالايام المقبلة، كما ان موقفا آخر مرتقبا لرئيس الجمهورية اذا استمر المأزق الحكومي باطار ما حكي عن مبادرة رئاسية ستظهر بحسب المعلومات مطلع الاسبوع! فمن يسبق من ؟ الحريري او عون والحل السياسي او الانفجار الاجتماعي؟

الارجح الخيار الثاني

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى