أخبار عاجلة

عون والحريري في قاعة الانتظار… ضيعانك يا لبنان!

ايناس كريمة -لبنان24

ابتعد النقاش السياسي في لبنان خلال الأيام الماضية، بفعل التطورات الاقليمية المستجدّة وتحديداً المواجهات الدموية في فلسطين المحتلّة، عن ملفّ الحكومة اللبنانية، الا انّ بعض الاوساط السياسية أكدت بأن كل الاجواء والتسريبات توحي بمزيد من العراقيل في طريق الإنقاذ المنشود وأن عملية التشكيل باتت شبه مستحيلة في الوقت الراهن.

إقليميا، يبدو أن المفاوضات الجدية والتسويات الكبرى لن تطال في وقت قريب الملف اللبناني، وبالإضافة الى الشروط والشروط المضادّة التي ترفعها القوى السياسية الداخلية في وجه بعضها البعض، برز عامل جديد وهو أن رئاسة الجمهورية و”العهد” عموماً بات يتعاطى مع الرئيس المكلّف سعد الحريري استناداً الى قناعة راسخة بأنه سيعتذر عن التكليف عاجلاً أم آجلاً!

هذه القناعة التي باتت تسيطر تدريجياً على قيادات وكوادر التيار “الوطني الحر” ستؤدي حتماً الى اتجاه التيار ومن يقف خلفه نحو التعنّت على فكرة رفض التنازلات سياسياً وحكومياً من أجل تسهيل عملية التشكيل، وهذا يعني بأنهم سيسعون بشكل أو بآخر الى “تطفيش” الحريري بما أن القوى الاقليمية، وفق وجهة نظرهم، تخطّت التمسك به لرئاسة الحكومة.

والأهم من كل ذلك، فإنه وبالتوازي مع هذه الذهنية الغريبة ثمة من هو مصرّ على عدم التفاوض مع “العهد” او تقديم أي تنازلات سياسية وحكومية أيضاً، وهنا ليس المقصود الرئيس سعد الحريري فقط، إنما الفريق السياسي الذي يقف خلفه وتحديدا رئيس مجلس النواب نبيه بري وغيره من القوى السياسية والأحزاب الداعمة للحريري والتي ترفض رفضاً قاطعاً إعطاء عون اي انتصارات مجانية.

وبهكذا، وبما أنّ الفريقين المتنازعين في لبنان حول ملف تشكيل الحكومة يتشبّثان بالمكابرة، ستصبح العُقد الداخلية التي كان من الممكن أن تُحلّ بمبادرة اقليمية من هنا و مساعٍ داخلية من هناك اكثر تشابكاً، لأن الارادة للحلّ أصبحت شبه معدومة حيث ان كل فريق ينظر الى الأزمة على أنها ستنتهي بمجرّد رحيل الآخر، وعلى اعتبار ان التنازلات التي ستقدّم بهدف الحلحلة لن يقابلها أي مكتسبات سياسية في أي حال من الاحوال.

وبانتظار التحولات الاقليمية التي من الممكن أن تفتح باب التسويات الداخلية، سيبقى قطار الانهيار يقلّ اللبنانيين نحو المجهول، ويبقى طرفا النزاع في لبنان في قاعة الانتظار “دقّي وعصري”!.. “ضيعانك يا لبنان”!

عن jawad

شاهد أيضاً

انه ( الكورنيت)

  ليس بجديد علينا اسم وكسم وفعل هذا الصاروخ المضاد للدروع الذي فتك بفخر الدبابات …