انطلاقاً من تحذير «السفارة الأميركية في القدس» الأميركيين الموجودين في فلسطين المحتلة من احتمال إطلاق صواريخ في مناطق عديدة، بما في ذلك القدس، جاءت مقاربة الإدارة الجديدة في البيت الأبيض ضعيفة، في أوّل اختبار فعلي لها أمام تصاعد الأحداث في فلسطين. فبعد أيام على غياب الحدث عن أبرز الصحف والقنوات الأميركية، ومطالبة خجولة بلجم المستوطنين، سارعت واشنطن إلى إدانة «صواريخ غزة». صحيح أنه لم يكن منتظراً غير ذلك من أيّ إدارة أميركية، لكن بدء الحدث بالاستفزاز الإسرائيلي أولاً، شكّل ثقلاً جديداً على محاولة جو بايدن العودة إلى قواعد اللعبة القديمة وتحسين صورة بلاده دولياً.
على نطاق دولي، جاءت الإدانات الأوروبية والتركية والروسية وكذلك الإسلامية متوقّعة، مع تسجيل موقف متقدّم كالعادة لجمهورية إيران الإسلامية، التي تَواصل وزير خارجيتها، محمد جواد ظريف، سريعاً مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، مجدّداً دعم طهران للمقاومة الفلسطينية. وبينما كان عرب التطبيع والخليج يتشاورون في طبيعة البيان الممكن الخروج به عبر منصّة «الجامعة العربية»، سارعت دول التطبيع القديم، مصر والأردن، إلى تسجيل مواقف مندّدة، مع إشادة كبيرة بموقف الأزهر الشريف الأسرع والأكثر وضوحاً.
أمّا شوارع عمّان، فاستعادت مشهداً صعب الحدوث من جرّاء التطوّرات الأخيرة أمنياً وصحياً، إذ تظاهر أكثر من 1500 شخص للمطالبة بإلغاء «اتفاقية السلام مع إسرائيل» وطرد سفيرها. ورفع المتظاهرون، الذين أحرقوا العلم الإسرائيلي، وتجمّعوا بالقرب من مسجد الكالوتي الذي يبعد نحو 500 متر عن السفارة الإسرائيلية، لافتات كتب عليها: «أسقطوا اتفاقية الذلّ والعار وادي عربة» و«اطردوا السفير وأغلقوا السفارة» و«تحرير القدس عبر فوهة البندقية» و«لا سفارة صهيونية على الأرض الأردنية».
أمّا في المغرب المنضم حديثاً إلى قافلة التطبيع، فقد ضيّقت السلطات المغربية على الوقفة التضامنية مع الشعب الفلسطيني التي دعت إلى تنفيذها، أمس، «الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضدّ التطبيع»، أمام مبنى البرلمان في شارع محمد الخامس في العاصمة الرباط. ودانت الجبهة، في البيان الذي دعت فيه إلى المشاركة في الوقفة، الموقف الرسمي للدولة المغربية، ووصفته بـ«المخجل»، مضيفة أنه «يتصاعد لوتيرة تطبيع فاق كلّ التوقعات».