تحقيقات - ملفات

الاعتذار مسألة وقت

محمد بركات -أساس ميديا

يبدو أنّ الرئيس المكلّف سعد الحريري قد اتّخذ قراره وقرّر أن يذهب صوب الاعتذار. ربما يؤجّل الخطوة، نزولاً عند إصرار الرئيس نبيه برّي على عدم تسجيل سابقة خطيرة، تهدّد أسس صلاحيات رئيس الحكومة التي أقرّها الدستور بعد اتفاق الطائف. وربما يمون عليه رؤساء الحكومة السابقون، الذي نطق باسمهم الرئيس فؤاد السنيورة يوم الإثنين مؤكّداً عدم وجود نية للاعتذار، وربما يحاول الرئيس الحريري أن يستثمر المواجهة حتّى النفس الأخير، لتحصيل مكاسب شعبية في بيئته السنية… لكنّها مسألة وقت.

هذا ما تقاطعت عليه مصادر متعدّدة، باتت في جوّ الاعتذار. والدليل الأكثر سطوعاً هو هاشتاغ #رئيس_جهنّم الذي أطلقه تيار المستقبل مساء أمس، على تويتر، وباشر التغريد فيه الأمين العام للتيار أحمد الحريري، الذي كتب: “من فشل إلىفشل، ومن حريق إلى حريق، والرئيس وصهره المدلّل مصرّين أن تكون نار العهد المستقوي أشدّ فتكاً بلبنان واللبنانيين من نار جهنم… لأنهم يحتاجون للنار ودخانها ليخبّئوا فشلهم وفسادهم وكسادهم… ولهم نقول: من يحتاج النار فليتقطها بيده بدلاً من رميَها على الآخرين”. مع هاشتاغ #رئيس_جهنّم.

ثم غرّد مستشار الرئيس الحريري الإعلامي حسين الوجه بالتالي: “فعلاً لا قولاً، رئيس جهنّم”، وشارك فيديو للرئيس ميشال عون حين كان لا يزال في الرابية، وهو يقول إنّ “رئيس الجمهورية لا يحقّ له بوزراء. أين النصّ الذي يعطيه هذا الحقّ؟”.

وأصدر تيار المستقبل بياناً شدد اللهجة هاجم النائب جبران باسيل بطريقة غير مسبوقة، وبعبارات عالية السقف، منها: “جبران باسيل لا يقيم أي وزن لمعاناة اللبنانيين بفعل فشل العهد وحكومته، وجل ما يعنيه اليوم استدراج العروض السياسية من أجل استعادة اعتباره السياسي الذي مُني بانتكاسة العقوبات الأميركية، وهو لهذه الغاية، لم يكتفِ بإفشال عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، بل يمعن في استخدامه أداةً لإعادة تعويم نفسه…”.

البيان هاجم الرئيس عون أيضاً متسائلاً: “هل نحن في عهد جبران باسيل ام في عهد ميشال عون؟”.

مصادر تيار المستقبل تقول إنّ “الرئيس الحريري مصرّ على رفض إعطاء عون الثلث المعطّل، علناً أو سرًاً، وتجربة استقالة الحكومة خلال عهد الرئيس ميشال سليمان لن يقبل أن تتكرّر، حين أقنعوه  بالوزير الملك، الذي استقال وتبيّن أنّه وديعة”.

وتؤكّد المصادر أنّ “الاعتذار مطروح على الطاولة، وكلّ الخيارات مفتوحة”.

وعلم “أساس” أنّ اجتماع جبران باسيل بالخليلين (المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل) والحاج وفيق صفا، “نجم عنه تقدم طفيف”.

وتقول مصادر عين التينة لـ”أساس” إنّ “التفاؤل الذي أشاعته عين التينة هو تفاؤل من طرفها، أما الطرف الآخر فلا يبدو أنه يشاطرنا التفاؤل”. وتابعت المصادر: “السيد نصرالله يريد فعلاً تشكيل حكومة، ويتم التنسيق بين الثنائي الشيعي على قاعدة أنّ الرئيس برّي يتعاطى مع الحريري والحزب التقدمي الإشتراكي، بينما يحاور حزب الله فريق الرئيسعون، ولهذا السبب ضمّ فريق “الخليلين” الحاج وفيق صفا”.

لكنّ بحسب مصادر سياسية مواكبة للاتصالات، لا تزال العقد على حالها: “والرئيس عون يتعامل مع خصومه بصفته قائد فوج مدفعية ويعتبر القاضية غادة عون وأمثالها ذخائر يجرّبها بخصومه”.

في الخلاصة فإنّ مبادرة الرئيس برّي انتهت عملياً، ونحن أمام أيام أو أسابيع تفصلنا عن اعتذارٍ مدوٍّ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى