الحدث

لقاء الفاتيكان: سعي لرؤية مشتركة والبابا يطالب العالم بدعم لبنان


خاص “لبنان 24”

يكتسب “يوم لبنان في الفاتيكان” الذي دعا اليه قداسة البابا فرنسيس يوم الخميس المقبل في الاول من تموز اهمية بالغة لكونه يندرج في سياق اهتمام فاتيكاني تاريخي بلبنان ودوره ورسالته في الشرق والعالم.
وكما دعا قداسة البابا الراحل القديس يوحنا بولس الثاني عام ١٩٩١ الى سينودس خاص من اجل لبنان في مرحلة شهدت صعوبات بالغة، واصدر في نهايته الارشاد الرسولي”رجاء جديد للبنان”، هكذا اختار البابا فرنسيس عقد هذا اللقاء في هذه المرحلة الخطيرة التي يقف فيها لبنان على خط فاصل بين المعالجة الممكنة للاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمالية، او الانهيار التام مع ما قد يتركه من انعكاسات على الوجود اللبناني ككل وخصوصا على الحضور المسيحي فيه.

ووفق المعلومات المتوافرة فان لقاء البابا فرنسيس مع بطاركة الشرق سيكون المحطة الابرز في ” يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان” حيث سيقوم بالاستماع الى اراء البطاركة الحاضرين ورؤيتهم حيال الاوضاع اللبنانية، علما ان البطاركة يعكفون حاليا على انجاز اوراق عمل سيعرضون مضمونها امام البابا ويتناقشون بشأنها على ان يصار الى متابعته مع المعنيين”.
وتضيف المعلومات ان كل بطريرك يعد ورقته الخاصة، وبعضهم استعان بخبرات وزراء سابقين وأكاديميين لانجاز ملفاتهم، بعدما اتفقوا في اجتماعهم في مقر البطريركية المارونية قبل اسبوعين على عدم اصدار ورقة موحدة الى المؤتمر.
وتفيد المعلومات ان البطريرك الماروني بشارة الراعي يعد ورقة تتضمن رؤيته للحل ودعوته الى حياد لبنان وعقد مؤتمر دولي لبحث الملف اللبناني، لكن من المستبعد ان يصار الى ادراج الموضوعين على جدول اعمال المؤتمر او تبنيهما، لان هذين الموضوعين لا اجماع عليهما بين البطاركة الحاضرين ، وسيكونا موضوع متابعة حثيثة من قبل البابا مع دول القرار خارج اطار اللقاء ومن ضمن اقتراحات الحلول الممكنة.
ولفت في هذا السياق قول وزير خارجية الفاتيكان بياترو كاليغر في مؤتمر صحافي عقده هذا الاسبوع”أنّ الكرسي الرسولي ليس بمقدوره وحده مساعدة لبنان، لذلك يرى أنه على الأسرة الدولية كلها أن تقف إلى جانب هذا البلد».
وقال: «أردنا من لقاء الاول من تموز تكوين رؤية مشتركة مع رؤساء الطوائف، ليكون لدينا وضوح في الرؤية ولنتحرّك كما يجب».
وتفيد المعلومات الاضافية عن اللقاء انه سيشارك فيه عشرة بطاركة مع مطران منتدب لكل بطريرك، ولكن الفاتيكان لن يدخل في التفاصيل السياسية بل سيلجأ الى جمع رؤية موحدة انطلاقا من الافكار التي ستطرح. وسيكون اللقاء بعيدا من الاضواء بناء لرغبة البابا فرنسيس.
وفي ختام هذا النهار الطويل ستقام الصلاة الختامية في بازيليك القديس بطرس مع إمكان أن يشارك فيها السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي”.
ووجهت الدعوة أيضا إلى الجمعيات الرهبانية والمؤمنين العلمانيين اللبنانيين المقيمين في روما. اما الشعار الذي سيرافق يوم “التأمل والصلاة من أجل لبنان” فيمثل تمثال سيدة لبنان حريصا، الساهرة على لبنان.
وعشية اللقاء جال بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر على القيادات الروحية الإسلامية في لبنان والتقى ضمن زيارات متتالية مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن في دار الطائفة في بيروت، والشيخ علي الخطيب النائب الأول لرئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى ممثلا الشيخ عبد الامير قبلان رئيس المجلس وذلك في مقر المجلس.
وقد وضع البطريرك القيادات الروحية الإسلامية في جو لقاء الفاتيكان وشدد على “أهمية الشراكة في الوطن وعلى أن مستقبل لبنان محكوم بالتوافق المطلوب بين سائر أطيافه، المسيحية والإسلامية، وبالحفاظ على العيش الواحد والسلم الأهلي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى