الحدث

“جنود الشام”.. تنظيم ارهابي في سوريا لا يتحدث لغة السوريين

عاد اسم تنظيم “جنود الشام” إلى الواجهة بعد أن نشر الصحفي بلال عبد الكريم، في 28 من حزيران، معلومات عن أن “هيئة تحرير الشام” اشترطت على قائد الفصيل مراد مارغوشفيلي الملقب بـ”مسلم أبو وليد الشيشاني” الانضمام إلى تشكيلها العسكري أو مغادرة مناطق سيطرتها.

وأوضحت “تحرير الشام” موقفها في اليوم التالي عن طريق بيان نشره مسؤول التواصل في “تحرير الشام”، تقي الدين عمر، في 29 من حزيران، قال فيه إن من بين المجموعات التي تتستر على مطلوبين للأجهزة الأمنية فصيل “جنود الشام”، إذ ثبت تورط بعض المنتسبين إليه في قضايا أمنية وجنائية.

وأشار تقي الدين في البيان، إلى أنه طلب من قادات هذه المجموعات التعاون لضبط المتجاوزين ومحاسبتهم أصولًا، “إلا أن الأمر لم يواجَه بمسؤولية، ونُشرت على إثره إشاعة مفادها إخراج المجموعة من إدلب”، لافتًا إلى أن جبهات القتال مفتوحة للجميع، بحسب تعبيره.

ولا يعتبر فصيل “جنود الشام” من الفصائل المعروفة في الشمال السوري، إذ يقتصر التشكيل على مئات المقاتلين المنتشرين على جبهات القتال في مناطق الساحل السوري، ويشكل المقاتلون الأجانب غالبية عناصره.
كيف تأسس تنظيم “جنود الشام”

تشكل التنظيم في سوريا عام 2013، على أيدي مقاتلين أجانب غالبيتهم شيشانيون، في الشمال السوري، ومع قدوم “أبو مسلم الشيشاني” إلى سوريا في تلك الفترة، تزعم التنظيم بسبب خبرته العسكرية التي اكتسبها خلال الحربين الشيشانيتين الأولى والثانية ما جعله مؤهلًا لقيادة الفصيل.

وينطوي عناصر التنظيم على أنفسهم لأن غالبيتهم العظمى لا تتحدث اللغة العربية، ويقتصر التواصل فيما بينهم على اللغة الشيشانية ما جعل من احتكاكهم بالمجتمع السوري أمرًا صعبًاً.

ومع الخلافات التي دارت بين فصائل المعارضة وتنظيم “الدولة الإسلامية” مطلع عام 2014، أعلن “أبو مسلم الشيشاني” عن مبايعته لتنظيم “الدولة” منفردًا بينما تولى “مسلم أيو وليد الشيشاني” قيادة التنظيم، ليستقر بعدها على جبهات الساحل السوري بسبب خبرته الكبيرة في التخطيط للمعارك في المناطق الجبلية الوعرة، بتشكيل قوامه حوالي 300 مقاتل.

ورغم أن فصيل جنود الشام كان مبايعًا لـ”تنظيم القاعدة”، فإنه بات يعتبر فصيلًا مقاتلًا مستقلًا بعد انسلاخ “تحرير الشام” (النصرة سابقًا) عن التنظيم، وازدياد وتيرة الخلافات الداخلية بين الفصائل الإسلامية في سوريا.

ومع بداية عام 2016، بدأ الضعف يخيم على الفصيل مع انضمام الكثير من عناصره لتنظيم “الدولة”، على أثر تفاقم الخلافات بين فصائل المعارضة وتنظيم “الدولة”، وبين فصائل المعارضة أنفسها.

وشارك “جنود الشام” بالعديد من المعارك التي كانت ذات آثار كبيرة على الخريطة العسكرية في سوريا، إذ كان لهذا الفصيل دور كبير في سيطرة الميليشيات الارهابية المسلحة على مدينة كسب الواقعة على الساحل السوري والمحاذية للحدود التركية.

كما شارك مقاتلوه في معارك “سجن حلب المركزي”، والتي توقفت بسبب مقتل قائد العملية آنذاك “أبو تراب الشيشاني”، وهو قيادي في تنظيم “جنود الشام”.

ويصنف التنظيم ضمن ما يعرف بـ”إمارة القوقاز الإسلاميّة” وهي مجموعات مستقلة تنظيميًا وتنسق عسكريًا مع بقية المجموعات العسكرية وفصائل المعارضة السورية في جبهات القتال.

ويعرف حاليًا قائد تنظيم “جنود الشام” بلقب “مسلم أبو وليد شياشي”، واسمه الحقيقي مراد مارغوشفيلي وينحدر من القبائل الشيشانية المقيمة في جورجيا.

وهو مصنف من قبل وزارة الخارجية الأمريكية على أنه قائد جماعة إرهابية مسلحة في سوريا منذ أيلول 2014، إذ اتهمته الوزارة ببناء قاعدة للمقاتلين الأجانب في سوريا، بحسب وكالة “رويترز” للأنباء.

 

عربي وإقليمي

المصدر: متابعات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى