تحقيقات - ملفات

  أصحاب جماعة تجار الانفجار

د. شريف نورالدين

ان انفجار ٤ أب ٢٠٢٠، هو الوحيد بين كل تفجيرات لبنان منذ وجوده حتى الان، يختلف عن كل ما حصل سابقا من تفجير داخل اراضيه، بل  بعيد كل البعد عن أي عمل أمني…
نعم دائما ما يحصل في لبنان هو في خانة التخطيط المبرمج والمفبرك، لكن هذا انفجار  هو نتيجة اهتراء كيان، ومنظومة فاسدة وإهمال واستهتار كل من هو موظف داخل هذه الدولة من رأسها حتى اسفلها…
وهذه ثقافة راسخة متجزرة في عقول كل موظفي الدولة اللبنانية، حتى أصبحت بللاوعي لديه على مدار عقود طويلة من الزمن، كما أضحت تراث، وتقاليد وعادات ومواهب بالفساد والرشوة وغيرها…
هي ثقافتهم ونظامهم ومؤسساتهم وادارتهم  العفنة وما حصل ويحصل، هو ثمن أفعالهم القذرة الوسخة بإدارة البلد والجميع مسؤول من “أكبر واحد حتى أصغر واحد فيهم”…
هذا ليس اعتداء على كرامة أحد بل المسؤولية نسبية بحسب الصلاحية والتراتبية، والمشاركة المباشرة والغير مباشرة، حيث البعض في قلب الحدث، والآخر مستتر أو متستر أو متهرب أو “مطنش ومفنش”، لكن ليس هناك بريء…
البراءة لمن يواجه الفساد إذا استطاع بالقوة، او بلسان وكلمة حرة، أو بهجرهم في حال عدم القدرة على فعل أي شئ، وليس وضع الرأس في التراب…
الجميع يعلم كيفية تركيبة هذا البلد، والمساهمة الأكبر لما وصل إليه وكل المسؤلية عليه، هو هذا المجتمع، الذي رضي ويرضى بما ألت اليها الأمور من حيث الحكم والسلطة حتى الانهيار والانفجارات والدمار…
وما جرى على لبنان ليس إلا نتيجة الابداع المفكر اللبناني، باكتشاف نظريات ايديولوجية وسسيولوجية، فاقت الخيال وكل عقول الفلاسفة والمفكرين…
هو لبنان المحكوم بالدويكا، والترويكا والنويكا، و ٨ أذار و١٤ أذار، وجماعة ثورة تشرين ٢٠١٩، والبارحة جماعة ٤ أب، والحبل على الجرار….
يبقى السؤال اين جماعة لبنان؟؟؟
لكن الأخطر من كل ما يحصل، هو الهروب إلى الأمام، ووضعها في خانة المؤامرات…
اما آخر المؤامرات في تحويل مرفأ بيروت، باتجاه سياسي مفبرك مبرمج مخطط لتحميلها لجهة معينة، اتصل في خانة المصالح الإقليمية والدولية، على حساب لبنان وشعبه ، وتحرير الحقيقة باتجاه الكذبة الواهية اللامتناهية، حتى تؤتي أكلها ولو بعد حين كرما لعيون المتربصين والمتأمرين في الداخل اللبناني وفي الخارج…
انه الصراع القائم منذ عقود وما زال مستمر، وكل الخيارات مفتوحة على البلد، من حيث الحرب عليه أو الحرب لديه بمعنى اقليمي أو محلي، واقل ما يمكن أن يحصل بعد فقدان البلد للأمن الاجتماعي والصحي والغذائي والسياسي والأمني والمالي والاقتصادي وغيره، هي الفوضى البناءة المطلقة المباحة  والتي يباح فيها كل شيء حتى القتل، الذي خرج عن العقل والمنطق والمالوف كما حصل في خلدة…
هو يوم ٤ أب ٢٠٢١، يوم وضع قضية الانفجار في البازار السياسي، والمصالح الخاصة واستثمارها انتخابيا على حساب دماء الشهداء والجرحى والمنكوبين وكل البلد…
هو اليوم الذي ادخل القضية في المتاهات والضياع وتحريات الحقيقة…
أما القضية ومعرفة حقيقتها تحتاج معرفة من صاحب النيترات ومن ادخلها واين توجهت أخيرا داخل البلد أو خارج حدوده…
أما الاتهامات المبنية على الانفعال والغضب والحقد والمصلحة والاستثمار والابتزاز لا تؤدي إلا الى المزيد من الضياع والانصياع والتخوين والتخمين وتوتير الوضع أكثر مما هو عليه، والانحراف إلى فتن وفوضى وخراب البلد …
والملفت البارحة بالتزامن مع ٤ أب، تصعيد العدو الإسرائيلي على جنوب لبنان، يدعو إلى الشك من حيث الزمان والمكان والآلية الغير مألوفة، والوقت  الذي استهلكه القصف وشكله، امتد طول النهار حتى بعد منتصف الليل!
لا أرى ذلك إلا رسالة داعمة بصوت عال جدا هذه المرة، لجماعة تجار ملف الانفجار في ٤ أب، حيث يقول لهم، انا إلى جانبكم من خارج الحدود وعندها لإشغال المقاومة عنكم ، والساحة في الداخل لكم، لترتيب المؤامرة وتعليب وتفصيل ملف الانفجار على قياس المقاومة…
وأخيرا، لست بموقع الدفاع عن أحد، لكن العقل والمنطق يقول، المقاومة تمتلك سلاح أكبر بكثير متطور ودقيق ومنظم وجاهز لأي حروب قد تحصل، فليس بحاجة لهذا مواد…
أما سوريا دولة كبيرة تخوض حرب كونية على أرضها تمتلك سلاح دول، وخاصة بوجود دولة روسيا العظمى ودولة إيران على ارضها، وهي دول مشاركة بشكل أساسي إلى جانب النظام في الصراع ضد الإرهاب وداعميه، ما يعني أن سلاح روسيا وإيران المتطور والمتقدم عالميا يستعمل في قلب المعركة ، وما يملكون من إمكانيات وقدرات تسخر لمصلحة الدولة السورية، وبهذا الإطار تنتفي عنها حاجتها لمواد بسيطة مثل النيترات…
السؤال الاخير من له المصلحة في النيترات والمستفيد منها؟
مما لا شك فيه، هي الجماعات والعصابات الأضعف في الصراع داخل سوريامن حيث الإمكانيات والقدرات وكيفية استعمالها، والمصنفة بالإرهاب…
والمثل يقول، (اقعد اعوج، واحكي جالس)…
وفي التحقيق، كالمثل القائل: (سألوا الغراب ليش سرق لوح الصابون! قال: الأذى طبع)…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى