بخلاف التشاؤم الذي ساد أجواء تأليف الحكومة في الأيام الماضية، أكّدت مصادر رفيعة المستوى في التيار الوطني الحر، لـ«الأخبار» أن كل العُقد حُلَّت، ولم يعد هناك ما يبرر تأخير تأليف الحكومة. وتوقعت المصادر، ليل أمس، أن يزور الرئيس نجيب ميقاتي بعبدا في الساعات المقبلة، لوضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة، وإصدار مرسوم التأليف. ولفتت المصادر إلى أن ميقاتي عازم على التأليف، وأن أداءه لا يشبه أداء سلفه الرئيس سعد الحريري الذي كان يريد وضع ورقة التكليف في جيبه من دون تأليف حكومة. وأكدت أن عدم إصدار الحكومة قريباً جداً يعني أن هناك ما يعرقلها من خارج ما كان يجري تداوله من حصص وحقائب، مشيرة إلى أن ساعة الحسم اقتربت.
على صعيد آخر، استضافت العاصمة الأردنية عمان أمس اجتماعاً وزارياً لدول خط الغاز العربي، (مصر والأردن وسوريا ولبنان)، تم خلاله الاتفاق على إيصال الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، وتقديم خطة عمل وجدول زمني لتنفيذ ذلك. وأكد الوزراء ان كل دولة ستتحمل كلفة إصلاح شبكة نقل الغاز داخل اراضيها، قائلين «خلال ثلاثة أسابيع سنكون جاهزين لمراجعة الاتفاقيات وتقييم البنية التحتية». وبخصوص تصدير الكهرباء الاردنية الى لبنان أكدت الوزيرة زواتي أنه سيتم عقد اجتماع آخر قريباً لوضع خطة عمل من أجل إعداد الاتفاقيات وتقييم البنية التحتية بخصوص تصدير الكهرباء إلى لبنان.

وقالت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية هالة زواتي إن «اجتماعات فنية عقدت على هامش الاجتماع الوزاري، تم خلالها دراسة جاهزية البنية التحتية اللازمة لنقل الغاز الطبيعي في كل دولة من الدول الأربع والمتطلبات الفنية اللازمة، والاتفاق على تقديم خطة عمل واضحة وجدول زمني لإيصال الغاز الطبيعي المصري إلى الجمهورية اللبنانية، على أن ينهي الفريق المشكَّل أعماله ضمن مدة محددة، وأن ترفع النتائج ليجري اعتمادها بتوافق الأطراف والعمل بمضمونها في أسرع وقت».
من جانبه، قال وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا إن بلاده «تعمل على سرعة التنسيق لوصول الغاز الطبيعي المصري الى لبنان عبر الأردن وسوريا». أما وزير النفط والثروة المعدنية السوري بسام طعمة، فقال: «أبلغنا الجانب اللبناني موافقتنا على نقل الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر سوريا خلال زيارة الوفد اللبناني إلى دمشق يوم السبت الماضي»، مؤكداً أنه «سيتم متابعة تنفيذ البرنامج الفني والزمني الذي توصلت إليه الأطراف المعنية من خلال الاجتماعات الفنية ضمن أراضي الجمهورية العربية السورية بحيث تكون البنى التحتية جاهزة تماماً لاستقبال الغاز المصري وتسليمه إلى لبنان».
بدوره، تمنى وزير الطاقة ريمون غجر أن «ينجز فريق العمل الخطة اللازمة والجدول الزمني المحدد بالسرعة المطلوبة كي نستفيد من الغاز المصري في تغذية معمل دير عمار وقدرته حوالى 450 ميغاواط، والذي يؤمن أكثر من 4 ساعات تغذية بالطاقة الكهربائية لسكان لبنان».