الحدث

دعوة للموت في درعا موجهة من اميركا.. نحر الأكباش

نارام سرجون

لم يبق هناك شيء يمكننا ان نعرضه لمسلحي درعا سوى بطاقة دعوة للموت السريع .. وقد وصلت اليهم من اميريكا واسرائيل .. فلقد استنفذنا كل مانملك من صبر ومن حلم ومن هدوء ومن سعة صبر ومن تسامح ومن ضبط النفس ومن تفاوض ومن نفس طويل ونفس قصير .. وكل الاكسجين وكل الادوية واكسيرات الحياة وملطفات الجو .. ولم يعد في مقدورنا ان نساعد هؤلاء القتلة المتمردين الاغبياء الا في ان يموتوا بسرعة ..

وضع المسلحون كل مطالبهم وأجيبت حتى ان لائحة باسم اكثر من 170 مطلوبا بسبب جرائم ومجازر تم تقليصها .. ثم تم تقليصها .. ثم تم تقليصها الى ان ألغيت ومُنحوا عفواً .. ومع هذا يريدون منا أكثر .. ويعودون إلى نكث العهد.. تماما يعيدون مافعله قبلهم من كان يُستقبل من الرئيس الأسد في دمشق ويجاب على كل طلباته.. وعندما كان يغادر دمشق يتنكر لكل الوعود ويزيد في شتم الرئيس الذي كان يستقبله ويستمع اليه ويجيبه ويكرمه قبل نصف ساعة .. اي لم يبق الا ان نفرش لهم المطارف والحشايا والسجاد الاحمر وان نستضيفهم في قصر الضيافة السوري ونعتذر لهم عما اقترفوه من جرائم وان يستقبلهم من بقي من اطفالنا – الذين كانوا يُقتلون في درعا ويُنسفون يوما – بالورود والرياحين .. وان تخرج الوفود لتوديعهم على الحدود بالحفاوة والتكريم ..

السؤال الذي يتبادر للذهن هو ما الذي يريده هؤلاء؟؟ وعلى ماذا يراهنون؟؟ شيوخهم يطلبون منهم الصمود .. ولكن عندما يكون الامر مواجهة مع اسرائيل يخرجون لهم ولنا فتوى (لاترموا أنفسكم الى التهلكة.. فهذا حرام) .. اما ان يتم طحنهم وسحقهم في درعا فانه ليس الا طريقا الى الجنة .. أي مع اسرائيل تهلكة ومع الجيش السوري جنة وحوريات ..

الغريب ان مايصل الى هؤلاء الضالين من تضليل يوحي انهم ينتظرون معجزة من اميريكا.. وهناك من يوصل اليهم رسائل ان اميريكا او اوروبا او الامم المتحدة لن يتخلوا عنهم وان الدنيا ستقوم وتقعد اذا اقترب منهم الجيش السوري .. وانه يمكنهم رفع مكاسبهم اكثر بالعناد .. ومافهمته من الرسالة هي ان اميريكا تريد التخلص من هؤلاء القتلة لان دورهم انتهي وهي لاتريد ان تتم مصالحة وان تتكشف اسرار المخابرات الامريكية والاسرائيلية والاردنية والسعودية والقطرية تحديداً في درعا لان لديهم ثروة من المعلومات والاسماء والبيانات .. وهي كذلك لم تعد مهتمة بنقلهم الى ادلب او غيرها لان لها اولويات .. فالانسحاب من افغانستان يوحي ان اميريكا تنقل الجبهة نحو الصين وهي تريد ان يدفن مافي درعا في درعا ..

ألا يوجد عاقل واحد بين هؤلاء المجانين ليقول لهؤلاء الأغبياء ان قرار اعدامهم صدر في اميريكا واسرائيل عبر ارسال رسائل ووعود كاذبة؟؟ .. فالاميريكون يعلمون ان الجيش السوري سيسحق هذه البقعة ويجعلها اثرا بعد عين خلال يومين .. وان جميع من سيبقى فيها سيموت .. انها الطريقة الامريكية في تنفيذ الاعدام .. وفي تنفيذ دعوات للموت السريع .. وطبعا سيموت هؤلاء وستنساهم اميريكا ولكنها ستحتفظ بحق الاحتجاج كي تفاوض وتقبض ثمنهم في مفاوضات اخرى ..

عندما تُنحر الاكباش .. لن يبكيها احد حتى صاحبها ولن يقيم لها التماثيل احد .. ولن يخلدها احد .. ولكن من رباها وسمّنها سيقبض ثمنها ويذهب الى تربية أكباش اخرى .. والشرق مليء بالاكباش .. وكلها ستُنحر .. والاميريكي مالكها .. وللمالك حق البيع وحق الشراء .. وحق النحر ..

الدعوة الاميريكية وصلت .. ومسلحو درعا البلد لبوا الدعوة .. ونحن لانملك الا ان نردد ماقاله فريدريك نيتشه: من لم تستطيعوا ان تعلموه الطيران.. علموه على الاقل كيف يسقط بسرعة.

أليس مايحدث في درعا فشل في ان يتعلم الاغبياء الطيران؟؟ ولكن فعلا كيف تطير الاكباش وليست لها أجنحة؟ هل تطير بقرونها؟؟ ان القرون خلقت لتُمسك بها وتُقاد..

المصدر: نارام سرجن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى