الحدث

مصفاة في حمص وخزانات في بعلبك…كيف سيوزع حزب الله المازوت؟

الخنادق

كلّما ضغطت الإدارة الأمريكية وأدواتها في الداخل، أظهر حزب الله قوّة جبّارةً ومصرّة على حماية كلّ مقومات الدولة اللبنانية، مؤكداً ان مشروعه متكامل على كافة الأصعدة. واليوم في خوضه للمعركة الاقتصادية، بعد سلسلة من الانتصارات العسكرية، يُعتبر تجربة جديدة، سينجح حزب الله فيها، ويثبت أنه حاضر في كل ميدان إذا لزم الأمر.

والذي وعد اللبنانيين بالحلول الطارئة لكسر الحصار الأمريكي، يستقبل حمولات السفينتين الأولى والثانية من قافلة السفن الإيرانية في الأيام القريبة القادمة، بعد ان وصلتا الى مياه المتوسط في الساحل السوري (مرفأ بانياس)، واكتمال كافة التحضيرات اللوجستية والتقنية اللازمة للتوزيع.

سوريا تضع امكاناتها اللوجستية لايصال المازوت الى لبنان

عمل الحزب بالتعاون والتنسيق مع الجهات السورية المعنية على إنشاء خزانات ومصفاة في حمص أصبحت شبه جاهزة للاستعمال والتكرير، أما عن آلية النقل الى لبنان ستُقدّم سوريا حوالي 150 صهريجاً كما انها ستتكفل بالدعم اللوجستي. أما بالنسبة للتخزين في لبنان ثمة معلومات تؤكد أن حزب الله يستكمل إنشاء خزانات ضخمة في أطراف مدينة بعلبك، ومنها سينطلق التوزيع الى كافة المناطق اللبنانية. وكان حزب الله قد أنهى كل عمليات المسح والإحصاء لكيفية توزيع الكميات المُستقدمة، والتي ستُقسّم بحسب القطاعات الأكثر الحاحاً للتخفيف من حدّة الأزمة.

المستشفيات والمراكز الطبية تُعد الأكثر تضرراً في الأزمة، وهي تمس مباشرة بالحالة الإنسانية والصحية للبنانيين. فبالأمس أعلنت مستشفى “شعيب” في منطقة صيدا الجنوبية عن إقفال أبوابها امام المرضى نظراً لعدم تزويدها بمادة ​المازوت​ اللازمة لتشغيل ​المولدات​ الكهربائية، كما ان هناك مستشفيات عديدة أخرى هدّدت بالإقفال ومنها مستشفى “الراعي”. لذلك ستكون الأولوية للمستشفيات (التي تقدر حاجتها اليومية حوالي 5000 ليتر يوميا)، ومعامل الأمصال الطبية (التي خرجت عن الخدمة منذ فترة بانتظار عودة المازوت لمولداتها).

المازوت للمولدات ولكافة المناطق اللبنانية

أما مولدات الاشتراكات التي قطعت التغذية الكهربائية عن البيوت والمحال التجارية والمؤسسات، فستتزوّد بالكميات التي تحتاجها من المادة لاستعادة عملها الطبيعي في كافة المناطق. كذلك سيتم ضخ المازوت للآبار الارتوازية حيث شهدت الكثير من المناطق والبلدات الجنوبية والبقاعية والشمالية انقطاعاً من مياه الخدمة، والخطوة الأخيرة هي لعموم الناس، فان كميات وافرة ستكون معروضةً في المحطات (الأمانة ولديها نحو 30 محطة ولاحقًا عشرات المحطات الأخرى للايتام) وقد يقدّم حزب الله مادة المازوت على شكل هِبات لاسيما للمناطق ما فوق 800 متر مع اقتراب فصل الخريف وانخفاض دراجات الحرارة.

وقريبًا جدًا سيظهر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليعلن للملأ وصول وانطلاق عمليات توزيع المشتقات النفطية (المازوت) لكافة المناطق اللبنانية، كاسرًا الحصار الأميركي المفروض على لبنان، ومكرسًا معادلة الردع الجديدة.

وللسفيرة الأميركية دوروثي شيا، وأدواتها التي تساءلت عن جدّية ما كان الأمين العام قد أعلنه يوم العاشر في محرّم، الجواب وصل وسيُرى بالعين المجردة. ولمن تآمر من الأحزاب والقوى السياسية في الداخل وشيّد مستودعات الاحتكارات على حساب الناس وكرامتهم، وعلى حساب المرضى وأوجاعهم، “لقد خسرتم مرة اخرى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى