الحدث

هل تكون الحكومة ساحة نزال بين «الوطني الحر» و«حركة امل»؟

محمد علوش-الديار

بعد تشكيل الحكومة وقبل نيلها الثقة المتوقعة نهار الإثنين المقبل، أطلق رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل النار على رئيس المجلس النيابي نبيه بري بشكل مباشر، عبر قوله بأن رئيس المجلس قال سابقاً: «ألله لا يخليني اذا بخلي عون يحكم»، الأمر الذي أعاد «الحرب» بين التيار الوطني الحر وحركة أمل إلى الواجهة من جديد، في وقت من المفترض أن يتضامن الجميع لإنجاح مهام الحكومة الحالية.
بالنسبة الى مصادر التيار فإن كلام باسيل لم يكن جديداً، فالكل يعلم أن الرئيس بري الذي لم ينتخب عون لرئاسة الجمهورية لعب دور المعارض في الحكومات التي شارك بها، وحاول مراراً التضييق على العهد، مشيرة إلى أن بري نفسه لا يُخفي معارضته هذه.

وترى المصادر أن كلام رئيس التيار الوطني الحر جاء رداً على سؤال خلال المقابلة ولم يكن كلاماً من خارج السياق، وهو لا يعني بأي شكل من الاشكال بأن باسيل يحاول تفجير الحكومة قبل بداية عملها والتيار سيكون من الحريصين على نجاح الحكومة، ولكنه سيكون صلباً بمواجهة كل من يريد تفشيل السنة الأخيرة من العهد الرئاسي.

من جهتها تعتبر مصادر نيابية في كتلة التنمية والتحرير أن التيار الوطني الحر الذي حشر نفسه في زاوية ضيقة لم يعد امامه سوى ممارسة التحشيد الإنتخابي، فهو فشل بالسلطة وأفشل العهد ولا يملك أسلحة كثيرة لخوض الإنتخابات، لذلك يحاول صناعة خصوم يحمّلهم مسؤولية فشله، متناسياً أنه جزء أساسي في السلطة منذ 12 عاماً على الأقل، وكان يملك طيلة الفترة الماضية أكبر عدد وزراء ونواب.

وتُشير المصادر إلى ضرورة إعادة التذكير بأسباب فشل العهد الحالي، فالرئيس عون وصل الى بعبدا بعد تسوية سياسية ضخمة مع تيار المستقبل، وبدعم لا محدود من حزب الله، وتسوية مسيحية مع القوات اللبنانية، وهذا ما أدى لولادة حكومة سعد الحريري بظل هذه التسويات والتحالفات، ولكن ما حصل هو أن التيار نفسه فسخ الإتفاق مع القوات اللبنانية لمنعها من تنفيذ بنود التسوية التي كانت تعطي القوات نفس ما تعطي التيار في المناصب والمسؤوليات، وضرب التسوية مع تيار المستقبل، واتهم حزب الله بعدم الوقوف الى جانبه داخل الحكومة، فخسر بذلك كل المكونات التي قدمت له الرئاسة، فهل كان رئيس المجلس النيابي سبب هذه الخلافات التي ألمت بين التيار ومن أوصله للرئاسة؟

قد يكون مفهوماً بالنسبة للمصادر النيابية أن يُبادر التيار الى الهجوم قبل أشهر قليلة على موعد الإنتخابات، ولكنه بهذه الحركة السياسية قد يسبب فشل الحكومة، وبالتالي فشل العهد نفسه، مشيرة الى أن التيار لم يتعلم من أخطاء الماضي فيكررها.

إن نجاح الحكومة يستوجب الترفّع عن الخلافات السياسية، أو أقله حصرها بعيداً عن طاولة مجلس الوزراء أو المجلس النيابي الذي ينبغي أن يتحول إلى خلية نحل لمواكبة الحكومة، وتؤكد المصادر أن نجاح هذه الحكومة يحتاج إلى شروط أساسية أولها تضافر الجهود للخروج من المأزق، لان الفشل سيطال كل اللبنانيين، داعية للمساهمة بالحلول لا خلق مشاكل سياسية جديدة نحن بغنى عنها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى