ٍَالرئيسية

حقيقة المقاربة الأميركية تجاه المنطقة

العالم _ ثينك تانك

ليست أحداث المنطقة بعد السابع من أكتوبر سوى صورة واضحة لإرهاصات عقود من السياسات والاستراتيجيات التي سيطرت على المنطقة منذ عقود. وحين نتحدث عن هذه السياسات فلا بد من استحضار الدور الأميركي المحوري.

لكن الحديث عن دعم واشنطن للكيان الإسرائيلي، ولاسيما في العدوان على غزة، يجب أن يقودنا إلى التساؤل عن مكامن الفشل والنجاح في مقاربة الأميركي، وتحديدا تجاه القضية الفلسطينية، ومنها إلى قضايا المنطقة بشكل عام.

وهنا يصبح الكلام عن مواقف إعلامية تخرج واشنطن، تدغدغ مشاعر شعوب المنطقة والعالم، ومواقف فعلية لا يمكن بأي حال وضعها خارج سياق التواطؤ والمشاركة، والتغطية والتبرير لأفعال الاحتلال، ليس منذ أكتوبر.. بل منذ عقود طويلة.

فهل يمكن البناء على مسارات تصريحات الأميركي بينما أفعاله تذهب في اتجاه آخر؟ وهل تدفع واشنطن ثمن هذا الواقع من حساب نفوذها وصورتها في المنطقة؟

بين دعم الكيان الإسرائيلي وفاتورة السياسات المنحازة له في المنطقة، ربما يجب على واشنطن مراجعة طبيعة تواجدها هناك، كما تقول المقالة التي نشرتها بلومبيرغ بعنوان ‘على الولايات المتحدة الخروج من ‘الشرق الأوسط’..سريعا’.

في البداية تقول بلومبيرغ.. أحد أكبر الأسئلة الإستراتيجية هو ما إذا كان يجب الحفاظ على الوجود الأميركي في المنطقة أو سحبه.. الآن وقت خطأ لهذا التغيير الجذري. أميركا غارقة في الندية الحزبية قبل الانتخابات. و’إسرائيل’ تشن حربا على غزة وتتهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية..ولكن ماذا عن المدى المتوسط؟ وهل تحظى المنطقة بهذه الأولوية؟

إن تاريخ المحاولات الأميركية الفاشلة للخروج من المنطقة يثبت مركزيتها الجيوسياسية ويعني أنها يجب أن تبقى. البعض الآخر يختلف.. لان فكرة أن الخروج الأميركي سيخلق فراغا تتدخل فيه موسكو أو بكين هي فكرة مبالغ فيها. إن انسحاب الولايات المتحدة لن يسلم الشرق الأوسط إلى روسيا والصين.

كما أن الصراع المستمر منذ خمسة وسبعين عاما (في فلسطين) لا يحتاج تصعيدا إلى حريق عالمي. إن ما يتلخص في المناقشة الدائرة حول الوجود الأميركي في الشرق الأوسط هو تكلفة الفرصة البديلة. تمتلك أميركا درعا كبيرا ولكنه ليس عالميا. ومن أجل الاستمرار في السيطرة على أوروبا وشرق آسيا، يجب الانسحاب من الشرق الأوسط.

*

شعوب المنطقة لا تنظر تجاه الولايات المتحدة بأي إيجابية. هذا ما كشفه معهد كوينسي في استطلاع شمل مواطنين من خمس عشرة دولة عربية، بعنوان نحو مئة بالمئة من العرب: السياسة الأميركية تجاه إسرائيل وغزة ‘سيئة’.

التقرير يقول إن اثنين وثمانين بالمئة من المشاركين يعتبرون رد فعل الولايات المتحدة على الحرب في غزة سيء للغاية.. إثنا عشر بالمئة منهم وصفوا موقف واشنطن بأنه سيء.. إثنان وسبعون بالمئة اعتبروا أن سياسة الولايات المتحدة تجاه الحرب في غزة ستضر بصورة واشنطن في المنطقة.

النظرة السوداوية مستمرة.. حيث يقول الاستطلاع إن ستة وسبعين بالمئة ممن شملهم الاستطلاع لديهم نظرة بشأن السياسة الأميركية في المنطقة أكثر سلبية منذ بدء الحرب.. وواحد وخمسون بالمئة منهم يعتبرون أن الولايات المتحدة تشكل أكبر تهديد للسلام والاستقرار في المنطقة. فيما اعتبر خمسون بالمئة أن الدعم العسكري والسياسي الأميركي لإسرائيل هو العامل الأكثر أهمية.

وحول القضية الفلسطينية، يرى اثنان وتسعون بالمئة أنها قضية لكل العرب وليست للشعب الفلسطيني وحده. ستون بالمئة أصبحوا متأكدين من أنه لن تكون هناك إمكانية للسلام مع ‘إسرائيل’. وتسعة وثمانون بالمئة يعارضون الاعتراف ‘بإسرائيل’، في حين يؤيد ذلك أربعة بالمئة فقط.

رصدنا بعض التعليقات حول موذوع حلقتنا. ونبدأ هنا مع الكاتبة الأميركية “كايتلين جونستون” التي علقت. أي شيء تفعله ‘إسرائيل’ يتسبب في كراهية المزيد من الناس لها في الشرق الأوسط وجميع أنحاء العالم، وهو ما ترد عليه ‘إسرائيل’ بالقول: ‘أرأيتم؟ إنهم يكرهوننا! يجب أن ندافع عن أنفسنا ضد أعمالهم العدائية’.

الصحافي الاميركي “مايكل ترايسي” كتب هذا التعليق. مع شن هجومين كبيرين جديدين في المنطقة، تحولت الحرب بين ‘إسرائيل’ وغزة بشكل واضح إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط. وهو بالضبط ما زعمت الولايات المتحدة أنها تحاول منعه. هذه السياسة تعتبر فشلا لا لبس فيه.

التعليق الأخير من الناشط السياسي “فرانك ونفيلد” ونقرأ فيه. يتم تمويل الصهاينة من قبل الإمبراطورية الأميركية، و’إسرائيل’ هي قاعدة عسكرية غير عربية في الشرق الأوسط يتم استخدامها للسيطرة على جميع حقول النفط والغاز في تلك المنطقة. فلسطين الآن، ولكن من التالي؟ إيران، العراق، لبنان، سوريا، اليمن، الأردن، السعودية؟

التفاصيل في الفيديو المرفق..

المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-02-14 22:02:36
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى