بانوراما

ظاهرة “ستيف” تنتج “خطوطا” خضراء عبر السماء تزيد من حيرة العلماء

أصبحت الظاهرة الغامضة التي تشبه الشفق القطبي والمسماة “ستيف” (STEVE) أكثر غرابة، بالنسبة للعلماء.

وإذا كنت لا تعرف معنى “ستيف” (STEVE)، فهي اختصار للعبارة الإنجليزية Strong Thermal Emission Velocity Enhancement، أي “تعزيز سرعة الانبعاثات الحرارية القوية”.

 

 

وعلى عكس الأضواء الجنوبية والشمالية الشائعة، التي تغطي السماء بدوامات خضراء بالقرب من الأقطاب المغناطيسية للأرض، تظهر ستيف كشريط من الضوء الأبيض والأرجواني الذي ينخفض ​​قطريا نحو الأفق، ويمتد مئات الأميال عبر الغلاف الجوي.

 

ويمكن أن تبدو الظاهرة أقرب إلى خط الاستواء من الشفق القطبي النموذجي، وغالبا ما تكون مصحوبة “بسياج” من النقاط الخضراء الخشنة التي ترقص بجانبه.

ولا أحد يعرف ما الذي يسبب ستيف، لكن العلماء يتفقون على أنها ليس مجرد شفق قطبي.

ويظهر الشفق القطبي عندما تبحر جسيمات مشحونة من الشمس عبر الفضاء وتتشقق على طول خطوط المجال المغناطيسي للأرض، وفي الوقت نفسه، فإن “ستيف” هو نهر من الغازات الساخنة والمضطربة التي تظهر بشكل مستقل عن الطقس الشمسي.

ويعتقد الباحثون أن ظاهرة “ستيف” قد تكون نتيجة لبعض العمليات المحلية في الأيونوسفير، مستوى الغلاف الجوي للأرض الذي يمتد ما بين 50 و600 ميل (80 إلى 1000 كيلومتر) فوق سطح الأرض، أسفل المجال المغناطيسي للكوكب.

والآن، هناك ميزة تم اكتشافها حديثا لـ”ستيف”، وتظهر فقط في طبقة الأيونوسفير السفلى، والتي جعلت العلماء في حيرة من أمرهم حول الأضواء الأثيرية مرة أخرى.

وفي دراسة نُشرت في الأول من أكتوبر في مجلة AGU Advances راجع باحثو ناسا مئات الساعات من لقطات “ستيف” التي سجلها العلماء للبحث عن هيكل جديد غريب أطلقوا عليه اسم “الخطوط”. وتُرى أحيانا هذه المسحات الصغيرة من الضوء الأخضر ممتدة أفقيا من قاع السياج الأخضر لـ”ستيف”، وتنحني للخلف لمدة 20 إلى 30 ثانية قبل أن تختفي عن الأنظار.

وكما هو الحال مع كل شيء في ظاهرة “ستيف”، لا أحد يعرف حقا ما هي هذه الخطوط. لكن ورقة بحثية جديدة حاولت تحديد بعض الخصائص الأساسية.

وبالنسبة للمبتدئين، قد يكون مظهر الخطوط الطويل الشبيه بالأنبوب خداعا بصريا، ووفقا للباحثين، فإن الخطوط تتصرف مثل نقاط الضوء الصغيرة، والتي تبدو ممدودة لنا بسبب ضبابية الحركة.

ووجد الفريق أن كل خط يشترك في اتصال مادي مع هيكل السياج فوقه، ويتحرك كل خط على طول خطوط المجال المغناطيسي نفسها.

وتبدو الخطوط أيضا صعبة في توضيح مكان تشكلها، ووفقا لحسابات الفريق، تظهر الخطوط منخفضة فقط في طبقة الأيونوسفير بين 62 و68 ميلا (100 إلى 110 كيلومترات) فوق الأرض.

وكتب الباحثون في الدراسة أن هذا يجعل الخطوط “السمة البصرية الأقل ارتفاعا والأصغر مقياسا المرتبطة بستيف”.

ويأتي أحد الدلائل حول أصول الخطوط من لونها الأخضر، والذي يتطابق مع لون سياج “ستيف”. ووفقا للباحثين، يرتبط هذا الطول الموجي الأخضر بالانبعاثات من الأكسجين الذري في الغلاف الجوي.

وكتب الفريق أنه من المحتمل أن الجسيمات المضطربة داخل “ستيف” تصطدم بالأكسجين المحيط وتسخن بسرعة، ما يتسبب في حرائق خضراء صغيرة في السماء تتدحرج أسفل السياج حيث تتلاشى ببطء.

وقالت إليزابيث ماكدونالد، عالمة الفضاء في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في جرينبيلت بولاية ماريلاند، في بيان إن خطوط “ستيف” جديدة جدا على العلم”.

المصدر: ساينس

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى